اجتمعت التيارات المعارضة لقيادة البوليساريو، في إطار تنظيم سياسي موحد، أطلقت عليها اسم "التنسيقية العامة لمعارضة جبهة البوليساريو". جانب من مخيمات تندوف (خاص) وقال المعارضون الصحراويون، حسب بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، إن أطراف التنظيم ستعقد مؤتمرا تمهيديا يومي 22 و23 أكتوبر الجاري، بالعاصمة الإسبانية، مدريد، تليه ندوة صحفية تشرح فيها الأطراف الصحراوية المعارضة للبوليساريو دواعي التنسيق في ما بينها، والاستعداد للمرحلة المقبلة. وحسب البلاغ، فإن "لقاء مدريد سيكون محطة أولى، يليها مباشرة عقد المؤتمر الأول للمعارضة الصحراوية، في أواخر ديسمبر المقبل". كما تضمن البلاغ إشارة إلى التطورات، التي تعرفها المنطقة، وإلى "التحولات المتسارعة، التي كشفت تورط البوليساريو في أجندة دول أخرى، لها حساباتها الخاصة، التي لا تخدم القضية الصحراوية، خاصة تورط البوليساريو في خوض القتال إلى جانب كتائب القذافي، خلال الحرب الأخيرة في ليبيا". وأضاف بلاغ الصحراويين المعارضين للبوليساريو "انطلاقا من إدراكهم بالنتائج المسبقة للمؤتمر الشعبي العام للجبهة، ومحاولته تشويه صورة المعارضة الصحراوية لدى الشعب الصحراوي، يؤكد أعضاء التنسيقية أنهم ليسوا طلاب سلطة، ولا يتاجرون بكرامة الصحراويين، ولا يستنفعون من المساعدات الإنسانية، ولا يعتزمون توريث مؤسسات الشعب الصحراوي لأهلهم وذويهم، ولا يقبلون باستمرار الوضع على ما هو عليه إلى ما لا نهاية". وأكد المعارضون المتكتلون ضد قيادة الرابوني، في بلاغهم، "إننا أبناؤكم وبمساعدتكم، أيها الصحراويون، أين ما كنتم، نريد أن تكون كلمة الشعب هي العليا، مهما كلف ذلك من ثمن، وأن يصبح الشعب الصحراوي سيد نفسه، يختار ما يريده، بعيدا عن التجاذبات الدولية، والمصالح الإقليمية". وختم المعارضون بلاغهم بالتأكيد على أن "الإخلاص والوفاء للوطن، وليس الشعب الصحراوي صكا ولا هدية بيد البوليساريو، تمنح لمن يخدم سياستها الجائرة، ولا يحق لأي كان أن يمثل الصحراويين ويتكلم باسمهم، لأغراض فئوية وشخصية، مثلما يجري الآن في المخيمات". من جهة أخرى، وجه البشير الركيبي، رئيس "الجمعية الصحراوية للفنانين"، وشقيق المطرب الناجم علال الملقب ب"بلبل المخيمات"، رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، والمدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان هيومان رايتس وتش، يدعوهم إلى التدخل العاجل لإنقاذ شقيقه، الذي تحاصره البوليساريو، وتهدده بالإبعاد والطرد وتشتيت أسرته، بعدما حرمته من كل وسائل العيش، بسبب ألبومه الغنائي، الذي صدر أواخر غشت الماضي، يدعو فيه إلى لإقرار الحرية، ومنح الصحراويين الديمقراطية، التي يستحقونها داخل المخيمات. وأحاطت رسائل الركيبي المسؤولين الدوليين علما بتعرض أخيه لمضايقات، وصلت إلى حد التعنيف الجسدي، وإضرام النار في خيمة الاعتصام، التي نصبها أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمنطقة الرابوني، جنوبالجزائر، احتجاجا على وضعيته وحرمانه من منصبه ومصدر رزقه، وحقه في المساعدات الإنسانية. كما تعرض، على خلفية هذا الهجوم، معارض آخر، وهو سيدي سويلم جامع، للضرب المبرح من طرف ميليشيات البوليساريو. واستنكر الركيبي، في رسائله الموجهة إلى المسؤولين الدوليين الثلاثة، صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث في مخيمات الصحراويين جنوبالجزائر، مقابل الاهتمام الدولي المتزايد بشؤون اللاجئين في مناطق أخرى من العالم.