يمثل "سفاح مديونة"، المتهم بقتل عمه، اليوم الأربعاء، أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء في ثاني جلسات محاكمته، إلى جانب ستة أشخاص، بينهم موظف مكلف بتصحيح الإمضاءات، وميكانيكي، بعد متابعتهم من قبل النيابة العامة بالمحكمة ذاتها، بتهم تتعلق ب "تكوين عصابة إجرامية، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والاختطاف، والارتشاء، والتزوير في وثائق رسمية والمشاركة في تزوير وثيقة رسمية، والمصادقة على إمضائها، وعدم التبليغ عن جريمة، وانتحال صفة ". وكانت غرفة الجنايات الابتدائية أجلت، في الأسبوع الأول من شهر شتنبر الجاري، أولى جلسات محاكمة المتهم، المدعو عبد العزيز التجاري (60 سنة)، الذي مثل في حالة اعتقال، رفقة اثنين من المتهمين، وثلاثة آخرين متابعين في حالة سراح مؤقت، إلى اليوم، من أجل إعداد الدفاع. في تفاصيل الحوادث التي شهدها إقليم مديونة، طيلة ثلاثين سنة، ظلت جرائم القتل المنسوبة إلى "سفاح مديونة" لغزا محيرا، إذ شرع في عمله الإجرامي في بداية الثمانينيات، فكانت البداية بقتل عمه، قاسم، ثم ابن خالته، قبل أن يعمد إلى قتل بائع فول، وحارس مقبرة وزوجته، ونادلة كانت تعمل في مقهى يملكه. وفي 17 يونيو 2010، كان المتهم يتفقد محلاته التجارية، المكونة من مقهى ومحلين تجاريين، قبل أن تباغته مصالح أمن سيدي عثمان، بالدارالبيضاء وتسأله إن كان هو المدعو عبد العزيز التجاري، لكنه أنكر، وقدم نفسه على أنه شخص آخر، فصادف الأمر، ساعتها، مرور عون سلطة بالمنطقة، أخبرهم بأنه هو عبد العزيز التجاري، ليجري اعتقاله، وبعد التحقيق معه انهار، واعترف بارتكابه سلسلة من جرائم القتل، على رأسها قتله لعمه. وبعد البحث والتحري، والاستعانة بحفار، عثرت مصالح الأمن على جثث الضحايا، إذ استخرجت جثة العم من تحت المقهى، واستخرجت جثة بائع الفول، بعد ساعات من ذلك، ثم عثر على جثة ابن خالة المتهم في بئر قريبة من مركز الدرك الملكي لمديونة. وحسب صك الاتهام، اعترف المتهم بجرائمه، لكنه أنكر معرفته بجرائم أخرى غامضة كانت قيدت ضد مجهول، إذ اعترف خلال التحقيقات التي بوشرت معه من طرف مصالح الشرطة القضائية التابعة لأمن ابن مسيك سيدي عثمان، بقتله ابن عمته، الضحية خليل باجي، ورمي جثته في بئر مهجورة توجد وسط محل تجاري، كما أقر بتصفية بائع "للفول"، المدعو عبد الكبير القاسومي، ودفنه بمقهى في ملكيته، وإقدامه كذلك على تصفية عمه، المدعو قاسم التجاري، ( المختفي سنة 1980)، الذي استولى على أملاكه (أرض فلاحية توجد بالحفاري بجماعة المجاطية). وأكدت أوراق إحالة المتهم على غرفة الجنايات، أن المتهم اعترف بتزويره عقد شراء أرض البئر الجديد من عمه، إذ قادت هذه الاعترافات إلى اعتقال موظف بمقاطعة الفداء، بالبيضاء، وميكانيكي، وشخص آخر. يذكر أن المتهم كان أقدم في مستهل شهر غشت الماضي على محاولة انتحار فاشلة بسجن عكاشة بالدارالبيضاء، ويتوقع أن يكشف هذا الملف عن لغز مجموعة من الجرائم عرفتها المنطقة، التي وقعت في ظروف غامضة، ويجهل لسنوات من ارتكبها، من بينها مقتل حارس مقبرة سيدي أحمد بلحسن و زوجته، اللذان وجدا مذبوحين، منذ 16 سنة، بالإضافة إلى نادلة كانت تشتغل في مقهي المتهم.