يكرم الملتقى الدولي للمسرح والتكنولوجيات الحديثة، الفنانين أحمد الصعري والشعيبية العذراوي لما قدماه من خدمات جليلة للمسرح المغربي على مدى أزيد من نصف قرن. وفي هذا السياق، قال عبد المجيد القدوري، رئيس الملتقى وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك في الدارالبيضاء، في كلمة له بالمناسبة، إن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك-الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني-المحمدية-الدارالبيضاء، إلى غاية 9 شتنبر من الجاري، تحت شعار الهجرة والحركة والتحويل الثقافي، يكرم في هذه الدورة الفنانة الشعبية العذراوي والفنان أحمد الصعري، اعترافا بما قدمه جيلهما من إنجازات كبيرة ما تزال راسخة في أذهان المغاربة كبارا وصغارا، مشيرا إلى أن كلية الآداب بنمسيك دأبت، من خلال مهرجانها الذي أطفأ شمعته 23، على تكريم وجوه وطنية ساهمت بعطائها وتفانيها في الساحة الفنية المغربية. كما يكرم المهرجان المرأة من خلال لجنة تحكيم المهرجان، التي تترأسها أستاذة الدراما سليمة بن مومن من المغرب، وتتشكل من النساء فقط، هن والباحثة السوسيولوجية، سمية نعمان كسوس من المغرب، والممثلة ومغنية الأبرا باولا لفيني من إيطاليا، والممثلتين ريتا فارغا من هنغاريا، وسيفي ستايكو بيبابا من اليونان. ويعد الفنان أحمد الصعري، حسب المنظمين من الجيل الأول للمسرحيين المغاربة، إذ بدأ مساره الفني في المسرح وعمره لم يتجاوز 16 سنة، من خلال مشاركته كمدرب في غابة المعمورة، منذ سنة 1956، صحبة فرقة التمثيل المغربي، التي كانت تضم الطيب الصديقي، وأحمد الطيب لعلج، ومحمد عفيفي، وعبد الصمد الكنفاوي، وغيرهم من رواد المسرح المغربي. خلال مساره الفني، التحق الصعري بفرقة المعمورة، ثم فرقة الطيب الصديقي، وانطلاقا من سنة 1965 عين أستاذا بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح والرقص بالدارالبيضاء، حيث تخرج على يديه عدد من نجوم الكوميديا والمسرح أمثال الكوميدي الحسين بنياز "باز"، والثنائي عزيز سعد الله وخديجة أسد، والمسرحي ميلود الحبشي. أما الفنانة الشعيبية العذراوي، فدخلت عالم المسرح، منذ سنة 1957، صحبة الفنانة نعيمة المشرقي مع فرقة العهد الجديد للمسرح التي أسسها آنذاك المسرحي عبد القادر البدوي، ومن ثمة انطلقت نحو عالم السينما مع محمد عصفور، وعبد الله المصباحي، والجيلالي فرحاتي، وفريدة بليزيد، وغيرهم من المخرجين المغاربة، كما ولجت عالم التلفزيون، منذ ظهوره في الستينيات من القرن الماضي بالمغرب، واشتهرت بشخصية "للاغنو" في السلسلة الاجتماعية الكوميدية "ستة من ستين"، وعرفت، أيضا، بشخصية "مي تاجة" في آخر سلسلة تلفزيونية شاركت فيها مع المخرج عبد الحي الصقلي. ورغم تألقها على الشاشتين الكبيرة والصغيرة، ظلت العذراوي وفية للمسرح، بحيث شاركت في العديد من الأعمال الناجحة، قبل أن تلتحق بالمعهد المغربي للأبحاث المسرحية لرغبتها في تنمية قدراتها الفنية والإلمام بتقنيات المسرح. وبعد تخرجها من المعهد، التحقت العذراوي بفرقة المسرح البلدي بالدارالبيضاء، حيث شاركت في مجموعة من الأعمال الناجحة التي أخرجها الطيب الصديقي مثل "مولات الفندق"، و"الوريث"، و"سيدي عبد الرحمان المجذوب".