تختتم، مساء اليوم السبت، بمدينتي أزمور والجديدة، فعاليات الدورة الأولى للملتقى الدولي لفن الملحون "ملحونيات"، بمشاركة العديد من نجوم هذا اللون الموسيقي التراثي من المغرب، والجزائر، وإسبانيا، وفرنسا. وتميزت هذه الدورة باستقطاب مجموعة من الوجوه الفنية، من مختلف الأصناف الفنية التراثية إلى جانب موسيقى ملحون، إذ التقى الجمهور المدينتين على امتداد الأيام الثلاثة لعمر المهرجان، بألوان فنية قدمت 3 سهرات مختلفة، وهي "الليلة الأندلسية"، التي قدمت باقة من القصائد المنتمية لهذا التراث المغربي، و"ليلة أم الربيع"، الذي مزجت بين الموسيقى الأمازيغية، القادمة من منطقة خنيفرة منبع نهر أم الربيع الشهير، ثم موسيقى العيطة حيث يمر صبيب النهر، ووصولا إلى موسيقى الملحون، التي تشتهر بها مدينة أزمور حيث مصب النهر، فيما حملت السهرة الثالثة عنوان "الصخرة"، وهو الرمز الذي يشتهر به الفوسفاط على اعتباره منتوجا وطنيا بامتياز، ومزجت هذه السهرة بين الموسيقى القادمة من منطقة اخريبكة والعديد من الألوان الموسيقية الأخرى. واعتبر معاد الجامعي، عامل إقليمالجديدة، في كلمة له بمناسبة افتتاح المهرجان، أن مدينة أزمور تعد الذاكرة الثقافية للإقليم، ولها تراثها متنوع ضارب في عمق التاريخ. مشيرا إلى أن نهر أم الربيع لعب دورا مهما في جعل مدينة أزمور مصبا لهذا النهر موقعا جغرافيا استراتيجيا ذا جاذبية عبر العصور . وأكد مسؤول الإقليم أن أزمور مركز من أهم مراكز فن الملحون بالمغرب، حيث عرفت شعراء كبارا، كالشاعر أحمد بنرقية، وبنمسعود الحجام، والمكي وأجو لبصير وغيرهم كثير. ولم يخف الجامعي أن الميزانية العامة للمهرجان تمكنت اللجنة المنظمة من جمعها من القطاع الخاص، مشيرا إلى أن القطاع العام المتمثل في السلطات المحلية، والمجالس المنتخبة، لم تساهم في مالية هذا الحدث، باستثناء التنظيم اللوجستيكي لمختلف الفعاليات. ويتزامن تنظيم المهرجان، مع شهر رمضان، وفصل الصيف، وهو ما يعطي لليالي الملحونيات نكهة دينية، وروحية خاصة ستنعكس إيجابيا على البرمجة العامة لهذه الدورة. من جهتها، أشارت مطربة الملحون أسماء لزرق، في حديث لمع "المغربية"، إلى أن فن الملحون يتميز بخاصية الانفتاح والتفاعل، باعتباره فنا شعبيا لا يعترف بالقيود، كما أنه حاكا مجموعة متنوعة من الفنون، سواء على مستوى الموسيقى أو الإيقاع. وعبرت الفنانة المغربية، المتحدرة من مدينة تارودانت، عن سعادتها بالمشاركة في هذه التظاهرة التي تقام بمدينتي الجديدة وأزمور، خاصة في ظل التاريخ الذي تزخر به هذه الأخيرة كموطن لموسيقى الملحون. واستقطبت الأيام الأولى للمهرجان عشرات آلاف الجماهير، التي توافدت على ساحة ابراهام مونيس بمدينة أزمور، وساحة البريجة بميناء مدينة الجديدة. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان منظم بمبادرة من عمالة إقليمالجديدة، والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، ومجلسي جماعتي أزمور والجديدة، والعديد من المساهمين الخواص. وتضم سهرات هذه الدورة الفنانين المغاربة ماجدة اليحياوي، وأسماء لزرق، ومحمد السوسي، وعبد المجيد رحيمي، وشريفة، وعبد العالي بريكي، ومجموعتي "أولاد البوعزاوي"، و"اعبيدات الرمى"، والفنان الجزائري رشيد الثومي، الذي حظي بتكريم خلال افتتاح الملتقى، والفنانة الفرنسية فرانسوا أتلان، والفنان الإسباني ماريبال راموس لازامبر بمعية موسيقى الفلامينكو. وكان حفل افتتاح المهرجان تميز بإطلاق نافورة بنهر أم الربيع، بعلو 18 مترا، على أن تصل في أقصاها 25 مترا. وتوجد النافورة على الواجهة التي تطل عليها ساحة ابراهام مونيس.