أصيب أزيد من 31 عنصرا من الأمن الوطني وسبعة عناصر من القوات المساعدة، في مدينة آسفي، مساء أول أمس الاثنين. عناصر من قوات الأمن ضحايا المواجهات (خاص) بعد تعرضها للرشق بالحجارة من قبل مجموعة من شباب الأحياء المجاورة لمعمل "كيماويات المغرب"، في الدائرة الحضرية الثالثة والدائرة الأمنية الخامسة. وبدأت فصول المواجهات بين قوات الأمن وشباب الأحياء العاطلين عن العمل، إثر اعتصام عاطلين بخط السكك الحديدية، ومحاصرتهم لقطار كان محملا بحوالي ألف و620 طنا من الحامض الفسفوري. وهرعت عناصر من القوات الأمنية إلى مكان الاعتصام، الذي توجهت إليه جماهير غفيرة كان البعض منها ملثما، لتندلع الشرارة الأولى للمواجهات. ووضع المحتجون حجارا كبيرا وحواجز على طول السكة الرابطة بين معامل الفوسفاط وميناء آسفي، وحين حاولت العناصر الأمنية فك الاعتصام، بعد أن حمل أحد ضباط الأمن الشارة وتلا على مسامع المحتجين مضامين الفصل 19، أفرغ أحد الشباب المحتجين وعاء من البنزين على رأسه، محاولا إضرام النار في نفسه. وتدخلت بعض العناصر الأمنية، في محاولة لشل حركة الشاب، ومنعه من إحراق نفسه، حينها فوجئت ابشباب ملثمين ترشقها بالحجارة بطريقة هستيرية، ما أسفر عن إصابة أزيد من 31 رجل أمن، و7 من القوات المساعدة، بإصابات متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاج. وبعد أن عادت الأمور إلى حالتها الطبيعية، في ظل حضور أمني مكثف، فوجئ الجميع بانتقال الاحتجاج إلى أحد الأحياء الشعبية، إذ اقتحم مجموعة من الشباب المحتجين أبواب الدائرة الحضرية الثالثة بحي لقليعة، وأقدموا على إحراق وإتلاف وبعثرة كل ما كان بالداخل، كما أحرقوا النوافذ والأبواب ووثائق خاصة بالمواطنين، والمكاتب وكل محتويات الإدارة، التي رموا بها الشارع العام. وتصاعدت ألسنة اللهب من مبنى الدائرة الحضرية، ما خلق جوا من الرعب وسط المواطنين، الذين أخافهم مشهد النار وهي تلتهم محتويات المكاتب، ويتصاعد لهيبها عبر النوافذ. وبعد إحراق الملحقة الحضرية، انتقل المحتجون إلى حي كاوكي، وأحرقوا أبواب الدائرة الأمنية الخامسة، وأتلفوا الوثائق الإدارية بها. وأوقفت عناصر الأمن، بعد هذه الأحداث، أزيد من عشرين شخصا، سيُقدمون للعدالة بتهم التخريب والهجوم المسلح والرجم بالحجارة، ولم تهدأ الأمور في آسفي إلا بعد الساعة السابعة مساء، ليكتشف المواطنون حجم الكارثة، من خلال وقوفهم على الأضرار الجسيمة، التي ألحقت بالدائرة الحضرية الثالثة والدائرة الأمنية الخامسة، اللتين تحولتا إلى خراب.