عرفت أحياء "دار بوعودة، لقليعة، كاوكي" بأسفي إلى غاية ليلة أمس حالة من الفوضى والتخريب قادها مجموعة من الشباب العاطلين الذين يطالبون بالشغل والذين دخلوا في مواجهات مع رجال الأمن وقوات التدخل السريع. وتحولت أزقة هذه الأحياء إلى ساحة مواجهة بين الطرفين ما خلف خسائر مادية واعتقال 6 أشخاص وإصابة عدد كبير من رجال الأمن بجروح وكسور متفاوتة الخطورة من بينهم رئيس الدائرة الأمنية الثانية. وتعود تفاصيل الحادث، عندما كانت مجموعة من الشباب تعتصم على خط السكة الحديدية، معرقلين مرور القطارات إلى حين تلبية مطالبهم المتعلقة بالإستفادة من مناصب شغل، وهو ماتطلب تدخل رجال الأمن لفك الإعتصام، والسماح بمرور القطارات. ولم تقف الأمور على المواجهات بين المعتصمين والرجال الأمن، بل تعدتها إلى إقدام هؤلاء الشباب على التوجه صوب مقر الملحقة الإدارية العاشرة المجاورة لمكان اندلاع الأحداث، حيث أضرموا النار فيها بعدما بعثروا جميع الأوراق الرسمية وكسروا الحواسيب والمكاتب والكراسي التي استعملوها حطبا في إضرام النار، وكسروا الأبواب والنوافذ. وشمل التخريب مقر الدائرة الأمنية الخامسة التي تعرضت هي الأخرى إلى تكسير كل محتوياتها وإضرام النار عند الباب الرئيسي لمقر الدائرة، الأمر الذي جعل عناصر الشرطة تكثف من مطارداتها لمجموعة من الشباب تمخض عنها اعتقال 15 شخصا ليصل عدد معتقلي هذا الحادث 21 شخصا وإصابة حوالي 50 رجل أمن بجروح وكسور متفاوتة الخطورة.