دوت أصوات ثلاثة انفجارات في طرابلس، أول أمس الاثنين، في الوقت الذي يستعر القتال بين الكتائب الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، والثوار على بعد حوالي 100 كيلومتر من العاصمة الليبية. قوات موالية للقذافي في طرابلس (أ ف ب) وقالت الصحفية رجاء رزق، من طاقم CNN في طرابلس" إن الانفجارات بدت قريبة أكثر من سابقاتها، التي تعودنا على سماعها، خلال الأيام والأسابيع الماضي". وفي الأثناء، تجري مواجهات ضارية بين كتائب القذافي والثوار أثناء تقدمهم نحو بلدة "بئر الغنم" القريبة من معقل القذافي في طرابلس. ولم تكشف التقارير عن سقوط ضحايا في المواجهات، التي قال الصحافي، ديفيد آدامز، إن الطرفين استخدما فيها المدفعية الثقيلة. وأوضح آدامز أن الطائرات المقاتلة التابعة للناتو استهدفت نظاما لإطلاق الصواريخ، جرى نصبه على شاحنة حكومية في البلدة. ويتزامن التصعيد الميداني مع قرار المحكمة الجنائية الدولية القاضي بتنفيذ طلب المدعي العام، لويس مورينو أوكامبو، إصدار مذكرة اعتقال بحق القذافي، ونجله، سيف الإسلام، ومدير الاستخبارات الليبية، عبد الله السنوسي. من جهة أخرى، اعتبر النظام الليبي أن مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، أمس الاثنين، بحق معمر القذافي تشكل "غطاء للناتو" للقضاء على الزعيم الليبي, مؤكدا انه يرفض "اختصاصات" المحكمة. وقال وزير العدل الليبي الجديد, محمد القمودي, في مؤتمر صحفي إن قرار المحكمة الجنائية الدولية يعد "غطاء للناتو الذي حاول اغتيال معمر القذافي". وذكر الوزير أن "ليبيا ليست طرفا في نظام معاهدة روما"، التي نصت على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية, و"لا تقر باختصاصات المحكمة". وأضاف وزير العدل الليبي أن "القذافي ونجله سيف الإسلام ليست لهم أي مناصب رسمية، وبالتالي لا علاقة لهم بادعاءات المحكمة الدولية". من جهته, ندد نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، بما اعتبره "محكمة سياسية" في خدمة السياسة الأوروبية الخارجية. وقال الكعيم إن "المحاكم الليبية الخاصة ستنظر في أي انتهاك لحقوق الإنسان وفي جرائم أخرى ارتكبت خلال النزاع في ليبيا". وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف في حق القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات الليبية، عبد الله السنوسي، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأعرب وزير الخارجية الكندي، جون بيرد، ببنغازي عن دعمه لقادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقال بيرد الذي حل ببنغازي للقاء قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي "نرحب بالتزام المجلس كما ورد في وثيقة علنية لمصلحة الحرية والانتقال نحو ديموقراطية يقودها الليبيون, وتأمل كندا المشاركة في هذه العملية الانتقالية المهمة". وثمن بيرد "شجاعة وتصميم" الثوار الليبيين الذين يخوضون منذ منتصف فبراير الماضين انتفاضة ضد العقيد معمر القذافي. كما التقى الوزير الكندي منظمات غير حكومية ليبية تتلقى مساعدات إنسانية كندية بلغت قيمتها حتى الآن حوالي ستة ملايين دولار كندي. وتوجه بيرد إثر ذلك إلى صقلية للقاء جنود كنديين يشاركون في عمليات الحلف الأطلسي في ليبيا. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها مسؤول كندي رفيع المستوى لليبيا، منذ اعتراف أوتاوا، منتصف يونيو الماضي، بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي. وتشارك أوتاوا في عمليات حلف شمال الأطلسي بليبيا، من خلال ست مقاتلات من طراز إف 18 وطائرات استطلاع وفرقاطة.