دوت أربع انفجارات قوية، فجر أمس الخميس، في وسط مدينة طرابلس, اثنان منها بمحيط باب العزيزية, مقر الزعيم الليبي معمر القذافي. 1- الثوار الليبيون يواصلون زحفهم نحو المزيد من المدن (أ ف ب) وأفادت وكالة فرانس برس أن طائرات لحلف شمال الأطلسي حلقت لأكثر من ساعتين في سماء العاصمة الليبية قبل إلقاء الصواريخ، التي لم تعرف بعد الأماكن، التي استهدفتها. وسمعت الانفجارات في محيط باب العزيزية حيث مقر الزعيم الليبي معمر القذافي. كما اهتزت النوافذ في الفندق، الذي ينزل فيه المراسلون الأجانب في العاصمة الليبية. وشوهد عمودان من الدخان الأبيض فوق المدينة بعيد دوي الانفجارات, كما سمعت صفارات سيارات الإسعاف بالإضافة إلى أصوات عيارات نارية متقطعة. من جهة أخرى، استولى الثوار الليبيون، أول أمس الأربعاء، على مطار مصراتة (غرب ليبيا) إثر معارك عنيفة مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، مسجلين بذلك نصرا كبيرا في النزاع مع النظام، الذي بدأ منذ ثلاثة أشهر تقريبا. وسيطر الثوار سيطرة تامة على المطار جنوب غرب مصراتة، ثالث كبرى المدن الليبية الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، التي تحاصرها القوات الموالية للنظام منذ أكثر من شهرين، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وحسب صلاح بادي المسؤول عن هجوم الثوار، الذي استمر نحو عشرة أيام في المنطقة، فإن ضباط كتائب القذافي تركوا الجنود يقاتلون لوحدهم. وقاومت مجموعات صغيرة إلا أن الغالبية حاولوا الفرار في زي مدني. وباتت القوات الحكومية متمركزة في زليتن على بعد نحو 50 كلم غرب مصراتة على الطريق الساحلية حسب بادي، الذي أكد أن الثوار سيركزون قواهم على هذه الطريق مع نية الزحف نحو العاصمة طرابلس مهد النظام. ولم تتوفر حصيلة لأعمال العنف على الفور إلا أن مراسل فرانس برس قال إنه تمكن من مشاهدة جثث ثلاثة مقاتلين موالين للقذافي ملقاة قرب المطار. وكان الدمار كبيرا في المطار إذ أضرم الثوار النار بدبابات تركتها القوات الموالية. وقام الثوار بأسر تسعة جنود كانوا يختبئون في منزل بعد أن حموهم من الجموع. كما أن الثوار قاموا بعرض احد السجناء المكبلين في شوارع مصراتة، التي شهدت احتفالات بالتقدم المهم للثوار. وفي جبال البربر جنوب غرب طرابلس، قتل اثنان من الثوار على الأقل وجرح 15 آخرون في معارك مع القوات الموالية للقذافي في قرية قرب الزنتان، حسب مراسل لوكالة فرانس برس. وفي طرابلس، أصابت عدة صواريخ، بعد ظهر أول أمس الأربعاء، شرق العاصمة بعد تحليق كثيف لطائرات فوق القطاع، بحسب شاهد. واستهدفت الطائرات منطقة تاجوراء، لكن تعذر معرفة الأهداف الدقيقة على الفور. وصباحا هزت انفجارات عدة العاصمة، التي تتعرض للقصف يوميا تقريبا من قبل طائرات الحلف الأطلسي. وتولى الحلف الأطلسي في نهاية مارس قيادة العمليات العسكرية الدولية، التي بدأت في 19 مارس بتفويض من الأممالمتحدة لمنع الهجمات على المدنيين. وفي أول ظهور للزعيم الليبي بعد قصف منزله آخر أبريل، الذي قضى فيه ابنه الأصغر سيف العرب وثلاثة من أحفاده، بث التلفزيون الليبي صورا للعقيد معمر القذافي يترأس اجتماعا لأعيان قبائل من المنطقة الشرقية. وفي حين يتهم النظام الليبي الحلف الأطلسي بمحاولته مرارا قتل العقيد القذافي، فإن وزير الدفاع الإيطالي، ايغناسيو لا روسا، اعتبر أن قصفا على هدف عسكري يوجد فيه القذافي سيكون مبررا. إلا أن الحلف الأطلسي أكد أنه لا يستهدف القذافي، مؤكدا مرة أخرى أن أهدافه "عسكرية" بالكامل.