صدر، حديثا، للكاتب المغربي، الطائع الحداوي، كتاب إبداعي يحمل عنوان "ذاكرة الماء والتراب"، ضمن منشورات وزارة الثقافة المغربية، وهو عبارة عن نصوص ومحكيات، كتبها المؤلف في فترات مختلفة، ونشرها في جرائد وملاحق ثقافية مغربية وعربية. يتضمن هذا الكتاب، مجموعة من النصوص والمحكيات وهي: السيدة طنجيس، وذاكرة الماء، وعودة الطائر، وحاشية الطائع على ظهر المهراز الجامع، ورائحتها تراب، ويا ويل قلب لم يصغ من حجر، وفاطمة شبشوب: مرآة الصور المتجاورة، ولالة تاجة، إضافة إلى كلمة رقيقة للشاعر حسن نجمي بعنوان "إشاعات العمر الجميل". تشكل نصوص هذا الكتاب، كما أشار الطائع الحداوي في تقديمه لهذا المؤلف "عز المحصل مما بقي في حوزته من كتابات إبداعية متنوعة، تمتزج فيه الأنواع الأدبية، وتتداخل الأساليب القولية، بطبائعها، وصورها المختلفة: من سرد قصصي، وحوار وسؤال، ووصف رحلي، ولغة شعرية، وبلاغة التلميح والإشارة، وعناق الأزمنة والأمكنة، والشخوص الحقيقية والمتخيلة، ومديح الأحبة وإخوان الصفا وخلان الوفا، بذكر مناقبهم، والإشادة بصفاتهم، وتجلة أعمالهم بعد أن ارتفعت آلة القول إلى أعلى مراتب حدود الحياة وحدود الموت. وغيرها من العناصر، التي تنصهر في علة هذه المكونات لتجعل من النص نصا مستوفيا لشرط التسمية فعلا، ومن المحكي متوالية ترنو إلى تحديد الهوية وتجهيز العدة في مشمول بنية كلية دالة تأليفا وقراءة وتأويلا". وأضاف الحداوي أنه كان من المؤمل أن "تأتي شعيرات هذه الضفيرة مجدولة، محبوكة بكيفية أشد وبمنظور أبهى، وأن تكون خصلاتها في تمام السبك، وحذق النول، ورشاقة صنعة اليد، لو أنها استحضرت في معرض الحسن، وقياس الجمال، النصوص الغائبة، والمحكيات المنفلتة، التي استعصى عنا أمر جمعها، وتأبى حال الوصول إلى مقامها، كالمحكيات الترابية، التي لهجنا فيها بما عند الناس، وأشارت إليها ترجمة الصديق الأعز الأوفى حسن نجمي الرقيقة، أو محكيات الأسفار الجوانية مثل"ملوسة: المون والبحر" والرحلات الخرافية إلى بلاد العجم، أيام كانت الحدود مفتوحة على مصراعيها والعملات الصرفية من ضرب دار سكة بلدانها، أو عندما أقرت التأشيرة، وتوحدت الأوراق البنكية والأوطان الأوروبية. ناهيك عن النصوص الباطنية ومعانيها العرفانية، التي بدونها يستحيل أن يكتمل عقد حلقة التربيع والتدوير في مديح الأصدقاء، الذين نحبهم ورحلوا في طرفة عين منا، وانتفى وجودهم من فضاء الحياة جسدا واستقروا في شغاف القلب روحا، وقيدت بالمداد الأبدي تآليفهم في السجلات رمزا كما هو حال "حوري حسين: لو أن الفتى حجر.."، وأحمد المجاطي (المعداوي) "حرقة الشعر وحرقة الوجود"، وفتى الدارالبيضاء وباديتها الشاوية "العربي باطما الإنسان والصوت والقلم"، وكل من أفل نجمه من الأحبة وخبا من مجرة الأجرام السماوية، ونبت في الأرض زهرة يانعة، وهو في فورة الإبداع وبيان الإقناع وغمرة الإلماع". للإشارة فالكاتب الطائع الحداوي، أستاذ السيميائيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، سبق له أن نشر ديوانا شعريا اختار له عنوان "زميرالدا"، إشارة إلى شواطئ سردينيا الزمردية بإيطاليا، كما أصدر مجموعة من المؤلفات في التخصص المذكور منها "سيميائيات التأويل، الإنتاج ومنطق الدلائل" 2006، و"النص والمفهوم" 2010.