تبدأ قاعتا "رويال" بالرباط، و"لانكس" بالدارالبيضاء، بعرض فيلم "الجامع" للمخرج داوود أولاد السيد، ابتداء من 8 يونيو الجاري ملصق الفيلم (خاص) في انتظار عرضه بباقي المدن المغربية المتوفرة على قاعات صالحة للعرض السينمائي مثل مراكش، وطنجة، في الأسابيع القريبة المقبلة. وقال أولاد السيد، في حديث ل "المغربية"، أن الفيلم سيقتصر عرضه على مدينتي الرباط والدارالبيضاء في المرحلة الأولى، بسبب قلة دور العرض، موضحا "رغم ما حققته السينما المغربية من تقدم واضح على مستوى الكم، بفضل الدعم السينمائي، إلا أنها مازالت تعاني عدة مشاكل تتعلق بالأساس بغياب دور العرض وسوء التوزيع السينمائي، لذلك على الجهات المسؤولة إيجاد حلول مناسبة لضمان استمرارية تطورها ". وعن توقعاته حول نجاح الفيلم جماهيريا بالقاعات الوطنية، أكد أولاد السيد أن ردود الفعل الإيجابية للجمهور، الذي كان حاضرا بقوة، لمتابعة عمله "الجامع" حتى انتهاء "الجينيريك"، في مختلف المهرجانات التي شارك فيها ومنحته العديد من الجوائز، أدخلت الفرحة إلى قلبه، وبددت كل المخاوف التي انتابته قبيل عرض العمل، مشيرا إلى أن تصفيقات الجمهور الحارة، وتجاوبه التلقائي مع عمله الجديد، طيلة 126 دقيقة، كافية بالنسبة إليه، وهي شهادة واضحة على نجاح الفيلم. واعتبر أولاد السيد أن نجاح عمله الأخير "الجامع"، يعود بالأساس إلى اقتراب موضوعه من الإنسان البسيط ومشاكله، وإشراك الممثلين في كل صغيرة وكبيرة، باعتبارهم فريق عمل واحد، مشيرا إلى أن فيلمه مبني على البساطة، لأنه مستوحى من قصة واقعية عايش أطوارها، أثناء تصويره فيلم "في انتظار بازوليني" في زاكورة، حيث قام بإنشاء عدد من الديكورات الخاصة بالتصوير، ومن بينها ديكور مسجد، أصبح الناس يصلون فيه فتحول من مجرد ديكور إلى مسجد حقيقي يؤمه الناس للصلاة، كما أنهم اختاروا له إماما، ومن ثمة جاءته فكرة إنجاز شريط "الجامع"، السينمائي، الذي يرصد محنة موحا، الذي تضيع أرضه، بسبب بناء ديكور الجامع، الذي أصبح ملكا للدوار. مع توالي الأحداث، يجد موحا نفسه مضطرا للبحث عن حل شرعي، في رحلة بحث يائسة عن إجابة شافية ومنصفة لسؤاله حول حقه في هدم "ديكور" المسجد أم لا؟ ليضيع حقه بين تضارب فتاوى التحليل والتحريم، التي تؤول النصوص الدينية وتفسرها على مقاس المصلحة، وبين نصوص القانون الوضعي الناقصة، وفي هذا السياق يقول أولاد السيد "النقطة التي أثارت انتباهي في الموضوع، هي أن أي شخص يمكنه أن يؤول بعض النصوص الدينية كما يشاء، ويحلل ويحرم في أي وقت شاء، لذلك اكتفيت برصد بعض التناقضات لكشف الاستغلال باسم الدين". من جهة أخرى، أفاد أولاد السيد أن فيلم "الجامع"، الذي أدى بطولته كل من عبد الهادي توهراش، وبشرى أهريش، ومحمد تاه تاه، وسالم دابيلا، حصل لحد كتابة هذه السطور على ثماني جوائز، كانت آخرها الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان في دورته السابعة عشرة، التي توج فيها أيضا، بجائزة أحسن ممثل، كما حصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم مهرجان "سان سبستيان" بإسبانيا، والجائزة الذهبية (لا بايارد دور) الخاصة بأحسن سيناريو في المهرجان الدولي للفيلم الفرانكفوني في نامير ببلجيكا، وتنويه خاص من لجنة التحكيم بالمهرجان الدولي للسينما المتوسطية بمدينة مون بولييه بفرنسا، وجائزة "التانيت النحاسي" في الأيام السينمائية لمدينة قرطاج بتونس، وشهادة الاستحقاق بالمهرجان الدولي للفيلم بالقاهرة، وجائزة أحسن تصوير في مهرجان السينما الإفريقية "فيسباكو" ببوركينافاسو.