قال دبلوماسيون إن معظم أعضاء مجلس الأمن الدولي أعربوا الليلة الماضية عن "دعمهم الكامل" لجهود الوساطة الجارية، التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة في اليمن غير أن المجلس فشل في إصدار بيان صحفي حول هذا الموضوع، لأن بعض الأعضاء يريدون التماس مزيد من التوجيه والتعليمات. واستمع أعضاء المجلس إلى إيجاز من نائب الأمين العام للشؤون السياسية، لين باسكو، ومبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن، جمال بن عمر، بشأن الوضع في اليمن. وهذه هي المرة الأولى، التي ينظر فيها المجلس في هذا الموضوع منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن، التي تسعى للإطاحة بالرئيس، علي عبد الله صالح، قبل ثلاثة أشهر. وصدر بيان صحفي وزعته لبنان وألمانيا أعرب فيه أعضاء المجلس عن دعمهم الكامل لدور الوساطة الذي تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي وعن قلقهم إزاء الأزمة السياسية في اليمن، مطالبين الأطراف كافة بممارسة ضبط النفس والدخول في حوار سلام شامل لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني. وكشف دبلوماسيون أن روسيا والصين عارضتا البيان الصحفي. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, بحثوا خلال اجتماعهم الاستثنائي مع وفد الحكومة اليمنية، مساء أول أمس الثلاثاء، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي, المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. وذكرت مصادر إعلامية إماراتية، أمس الأربعاء, أن الاجتماع, الذي ترأسه الشيخ، عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي وحضره عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، وعبد الكريم الأرياني النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام رئيس وفد الحكومة اليمنية, بحث مجمل الخيارات الممكنة في إطار المبادرة الخليجية لإنهاء التوتر القائم في اليمن بين الرئيس، علي عبد الله صالح، وأحزاب المعارضة. وخلال هذا اللقاء, قدم وزراء خارجية دول الخليج, الشكر والتقدير لوفد الحكومة اليمنية على تجاوبه وحضوره إلى أبو ظبي استجابة للجهود، التي يبذلها مجلس التعاون والهادفة إلى التوصل إلى حل للازمة اليمنية في أسرع وقت ممكن. وأضاف المصدر ذاته أنه جرى خلال هذا الاجتماع أيضا تبادل وجهات النظر حول المبادرة الخليجية, في أفق التوصل إلى حل نهائي للأزمة اليمنية, مضيفا أن الحوار بين الجانبين كان "بناء وعكس رغبتهما في التوصل إلى اتفاق يحقق تطلعات الشعب اليمني في حياة آمنة مستقرة وكريمة". وتواجه الوساطة الخليجية لحل الأزمة في اليمن تعثرا بعد عدم توصل اجتماع زعماء المعارضة ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض في تحقيق انفراج في الوضع في ظل تمسك المعارضة بالصيغة الأولى للمبادرة الخليجية والمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. من جهة أخرى، فشل مجلس الأمن الدولي، الذي عقد أول اجتماع له، أول أمس الثلاثاء، حول الوضع في اليمن في صياغة إعلان مشترك. وقال دبلوماسيون إن ألمانيا ولبنان العضوين غير الدائمي العضوية في مجلس الأمن قدما إعلانا ولكن أقلية أعضاء المجلس عرقلته. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس للصحافيين "كان الإعلان يتضمن دعوة إلى ضبط النفس واستمعنا إلى معلومات مقلقة حول اليمن". وأضافت أن "أعضاء مجلس الأمن أجروا محادثات لكنها لم تثمر" دون أن تعطى أي تفاصيل. وأوضحت رايس أن أعضاء المجلس أعربوا عن دعمهم للوساطة، التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد مخرج للازمة في اليمن حيث يتمسك الرئيس علي عبد الله صالح بالسلطة رغم المظاهرات والاحتجاجات في الشارع. من ناحيته، قال سفير ألمانيا في الأممالمتحدة بيتر ويتينغ، الذي دعا إلى هذا الاجتماع "أعربنا عن قلقنا حيال الوضع، الذي يتدهور في اليمن ودعونا إلى ضبط النفس والحوار".