تواجه الوساطة الخليجية لحل الأزمة في اليمن تعثرا بعد عدم توصل اجتماع زعماء المعارضة ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالرياض في تحقيق انفراج في الوضع في ظل تمسك المعارضة بالصيغة الأولى للمبادرة الخليجية والمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وقد أعلن وفد من المعارضة اليمنية خلال اجتماع الرياض أول أمس الأحد تمسك المعارضة بالمبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن في صيغتها الأولى مع المطالبة بتنحي الرئيس صالح. وأكدت المعارضة رفضها للصيغة الأخيرة للمبادرة والتي تنص على نقل صلاحيات الرئيس الى نائبه. ويواصل مجلس التعاون الخليجي، وساطته في محاولة للخروج من الاحتقان السياسي باليمن حيث سيلتقي وزراء خارجية المجلس اليوم الثلاثاء في أبوظبي وفدا حكوميا يمنيا لاستكمال بحث مستجدات الأوضاع في هذا البلد في إطار ما تضمنته المبادرة الخليجية من مبادئ. وذكرت مصادر إعلامية إماراتية، أن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي سيرأس هذا الإجتماع الذي يحضره أيضا عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام للمجلس. وكان المجلس الوزاري الخليجي قد اطلق في الثالث من أبريل وساطة لحل الازمة في اليمن وسلم بعد أيام من خلال سفرائه في صنعاء الاطراف اليمنية مبادرة نصت على تنحي الرئيس وتسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة بقيادة المعارضة. وفي العاشر من أبريل، التأم المجلس الوزراي الخليجي في الرياض مجددا واعلن رسميا المبادرة، الا ان صيغتها لم تنص بوضوح على تنحي صالح، بل على تسليم صلاحياته لنائبه، الأمر الذي أكدت المعارضة ارتيابها منه، فيما رحب صالح بهذه الصيغة. وأعلن مساء أمس الاثنين في صنعاء أن عبد الكريم الأرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيرأس وفد المؤتمر والتحالف الوطني الحاكم في اليمن الذي سيتوجه اليوم إلى اجتماع أبو ظبي. وذكرت صحيفة" المؤتمر نت" الإلكترونية الصادرة عن حزب" المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، استنادا إلى مصادر وصفتها بالمطلعة، أن وفدا رفيعا من قيادات المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف، برئاسة الأرياني، سيتوجه اليوم إلى ابو ظبي، حيث "سيبحث مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الجهود المبذولة من قبل دول المجلس من أجل التوصل الى حل للأزمة في اليمن". وكان وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي قد أكد أمس في دبي أن اللقاء الذي عقدته المعارضة اليمنية مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للبحث في مبادرتهم حول اليمن، هو بداية عملية ستقود في النهاية الى انتقال السلطة. وقال القربي للصحافيين على هامش مؤتمر حول القرصنة "ان اجتماع الرياض هو بداية العملية وليس نهايتها". وأكد القربي أن هذه العملية "ستقود في النهاية الى انتقال للسلطة في اليمن"، حيث تستمر التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. كما ستشكل الأزمة السياسية في اليمن ولأول مرة محور اجتماع يعقده مجلس الامن الدولي اليوم، حسبما أعلن دبلوماسيون. وقالت المصادر نفسها ان هذا الاجتماع الرسمي الاول لمجلس الامن حول اليمن الذي اقترحته ألمانيا، سيبدأ عند الساعة 00ر19 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء. وأوضح دبلوماسي في الاممالمتحدة طالبا عدم الكشف عن هويته "انه مؤشر الى الانتباه المتزايد الذي يتركز على اليمن بعد مصر وتونس وليبيا". من جهة أخرى، أعلن عدد من الوزراء والبرلمانيين اليمنيين المستقيلين من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم تأسيس تكتل سياسي جديد يطالب بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح تحت مسمى "كتلة العدالة والبناء". ودعا التكتل في بيان له وزع أمس "جميع فئات الشعب اليمني الى الانضمام" اليه وشكر دول مجلس التعاون الخليجي "لما يبذلونه من جهد لحل الازمة اليمنية الحالية". وأكد البيان ضرورة "الاسراع بتغيير النظام وتنحي الرئيس علي عبد الله صالح فورا". ويضم التكتل وزراء مستقيلين ونوابا وأعضاء آخرين في مجلسي الشورى والنواب. ورحبت المعارضة البرلمانية بانشاء التكتل الذي قالت انه يشكل "داعما للثورة السلمية من أجل التغيير". الا ان مصدرا في الحزب الحاكم اعتبر ان تشكيل التكتل "لن يؤثر على المؤتمر الشعبي العام" متهما المنضمين الى التكتل بأنهم " مجموعة من العناصر الفاسدة". وميدانيا، أصيب أمس الاثنين 45 متظاهرا بجروح بينهم 12 اصيبوا بالرصاص عندما تدخلت قوات الامن لتفريق تظاهرة طلابية مطالبة باسقاط النظام في مدينة الحديدة على البحر الاحمر، وفق لما أفادت مصادر طبية. واندلعت مواجهات بين الطلاب المناوئين للنظام ومجموعة من المخربين او "البلاطجة" الذين هاجموهم بالحجارة والهراوات قبل ان تتدخل قوات الامن، بحسب ما افاد شهود عيان . وكان 30 متظاهرا أصيبوا بالرصاص وسجلت إصابات في صفوف مئات المتظاهرين جراء تنشقهم الغازات المسيلة للدموع ليل الاحد في صنعاء، بحسب مصادر طبية.