رفض المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثوار الليبيين، أمس الاثنين، فكرة مرحلة انتقالية يقودها أحد أبناء الزعيم معمر القذافي, وفق عرض أفادت عنه صحيفة نيويورك تايمز. ليبيون في بنغازي يتلقون تدريبات على استعمال السلاح (أ ف ب) وقال المتحدث باسم المجلس، شمس الدين عبد المولى، متحدثا من بنغازي، معقل الثوار في شرق ليبيا، إن هذه الفكرة "يرفضها المجلس بشكل تام". وأضاف "على القذافي وأبنائه أن يرحلوا قبل أي مفاوضات دبلوماسية". ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن اثنين على الأقل من أبناء القذافي، هما سيف الإسلام والساعدي، يعرضان عملية انتقال إلى ديمقراطية دستورية تتضمن رحيل والدهما عن السلطة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي طلب عدم كشف، اسمه ومسؤول ليبي على اطلاع بالاقتراح، أنه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولى سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. وكانت تقارير إعلامية أفادت أن الثوار استولوا، أول أمس الأحد، على مجمع نفط ضخم بمدينة البريقة شرق البلاد، بعد معارك مع القوات الموالية للقذافي. وأعلن الثوار استعادة السيطرة على المدينة وإرغام القوات الموالية للقذافي على التراجع إلى مناطق غرب البلاد، وهي أنباء لم يجر التأكد منها من مصادر متطابقة. وفي الوقت نفسه قال ناطق باسم الثوار إن مدينة مصراته - ثالث أكبر المدن الليبية- مازالت تحت سيطرتهم رغم الحصار الذي تفرضه عليها القوات الموالية للقذافي منذ عدة أسابيع، وقصفها بالمدفعية الثقيلة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق قوله إن تلك القوات حاولت اقتحام المدينة من ثلاث نقاط بإطلاق نيران مدفعيتها الثقيلة ودباباتها مضيفا أنه لم تحصل أي غارة من حلف شمال الأطلسي رغم أن طائراته حلقت فوق المدينة. وكشف الثوار أن نحو مائتي شخص, معظمهم من المدنيين, قتلوا في المعارك، التي دارت في تلك المدينة. وكان تسعة من الثوار وأربعة مدنيين قتلوا، الجمعة الماضي، في قصف لطائرات الحلف الأطلسي على بعد حوالي عشرة كلم شرق البريقة في حادث يعتبر الأول منذ بداية التدخل الدولي في 19 مارس الماضي. وأعلن الحلف, الذي تسلم، الخميس الماضي، قيادة العمليات العسكرية الخاصة بقرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي على ليبيا أمس أنه "يحقق" في معلومات حول هذا الخطأ المحتمل. وفي بنغازي, صرح عبد الحفيظ غوقه الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي أن "13 شخصا قتلوا وجرح سبعة آخرون بنيران صديقة" مضيفا أنه " حادث مؤسف". من جانبه, أكد مسؤول سياسي في اجدابيا - شرق البريقة- أن إحدى طائرات قوات التحالف أطلقت النار على قافلة من خمس أو ست سيارات بينها سيارة إسعاف, موضحا أن الطيار اعتقد أن رصاصا أطلقه الثوار في القافلة تعبيرا عن فرحهم لمروره, كان يستهدفه. وارتباطا بالتطورات الميدانية نفسها، أعلن سكان مدينة تكلا - جنوب غرب طرابلس- أن مدينتهم تعرضت بدورها الجمعة والسبت الماضيين لهجمات بالقذائف أطلقتها القوات الموالية للقذافي، ما أسفر عن مقتل ثلاثين شخصا. من جهة أخرى، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) ببروكسل, إن قواته نفذت حتى الآن ما مجموعه 547 طلعة استطلاعية و 218 ضربة جوية منذ بداية عملياته في ليبيا يوم الخميس الماضي. وأوضح بيان صادر عن (الناتو) أن الهدف من الطلعات الجوية يتمثل في تحديد الأهداف المناسبة المراد قصفها لاحقا وليس بالضرورة استخدام الذخيرة في كل طلعة إسوة بالضربة الجوية.