كشف تقرير إخباري الاثنين أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اعلن للمعارضة استعداده للتخلي عن الحكم والرحيل خارج ليبيا مقابل ضمان سلامته هو واسرته. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الاثنين عن مصادر ليبية مطلعة بمدينة بنغازي قولها "ان القذافي ارسل أمس الاحد مفاوضا باسمه للمجلس الوطني المؤقت ، الذي شكله المناوئون له في البلاد" واضافت المصادر "أن القذافي اشترط لاتمام الأمر أن يعقد مؤتمر الشعب العام "برلمان القذافي" وأن يعلن القذافي خلاله التنحي ، ويسلم السلطة إلى المجلس الوطني ، شرط ضمان سلامته هو وأسرته وضمان أمواله". وأضافت المصادر في اتصالات مع الصحيفة "أن القذافي اشترط مساعدته في الخروج إلى البلد الذي سوف يقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه للمحاكم الدولية". ولفتت المصادر إلى أن الخبر تم التمهيد له بتسريب بعض الشائعات حول مرض القذافي، وأنه أصيب بجلطة دماغية، شبيهة بجلطة سابقة أصيب بها منذ عدة سنوات، وكشفت عنها وثائق موقع "ويكيليكس" الإلكتروني اخيرا. ولم تكشف المصادر عن فحوى رد المجلس، مكتفية بالقول إنه "حتى الآن لا يوجد رد رسمي على مطلب القذافي، إن بالسلب أو الإيجاب"، إلا أنها قالت إن "الاتجاه العام الشعبي الموجود هو رفض التفاوض والحوار مع القذافي تحت أي ظروف". وكشفت المصادر أن القذافي قام أمس بتوزيع كمية من الأسلحة والذخيرة على الشباب من "أبناء الرفاق" الموالين له في طرابلس، ومن أبناء قيادات اللجان الثورية، في مناورة ضمن "مناورات القذافي"، على حد قولهم، والتي يسعى من خلالها "إلى تعمد خلط الأمور، وإشاعة الفوضى حتى لا تتضح الصورة كاملة أمام وسائل الإعلام والمتابعين لما يحدث في ليبيا". وقالت المصادر إن هؤلاء الشباب أخذوا يطلقون الرصاص في شوارع العاصمة بشكل بث الرعب والبلبلة بين المواطنين، وفي صفوف الصحافيين والمراسلين الأجانب الذين جلبهم نظام القذافي إلى طرابلس. في ذات السياق اتهم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فرنسا ب"التدخل في الشئون الليبية" ، مججدا اتهامه لتنظيم القاعدة بالوقوف خلف أعمال العنف الجارية في البلاد. وفي مقابلة مع "قناة فرانس 24 " بثتها صباح الاثنين سئل القذافي عن إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي الذي شكله الثوار المعارضون لنظامه في بنغازي "شرق" فقال "هذا أمر مضحك، هذا تدخل في الشئون الليبية" ، مضيفا إن الموقف الفرنسي "يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا "في ايطاليا" وان نعترف بها". وأكد القذافي أن "الذين يحملون السلاح الان في بنغازي هم من القاعدة ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية.. ولا علاقة لهم بما يجري في بنغازي، انه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي". واتهم المجلس الوطني ب"ركوب موجة الارهابيين" ، وقال إن القاعدة هاجمت "ثكنات عسكرية ومراكز شرطة وأخذت السلاح وقتلت الجنود والشرطة" ، مؤكدا أن "القتلى وقعوا عند بوابات الثكنات العسكرية وأمام مراكز الشرطة". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت امس الأحد أن فرنسا "ترحب بانشاء المجلس الوطني الليبي" الذي شكله الثوار المعارضون لنظام معمر القذافي "وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو اليها والأهداف التي حددها لنفسه". واجتمع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله ممثلون عن الثوار الذين يواجهون منذ 15 فبراير/شباط قوات القذافي، السبت في بنغازي وأعلن نفسه "ممثل الوطن الشامل لكامل مناطق البلاد".