في خطوة وصفت من طرف المعارضة بأنها مجرد حيلة للإفلات من الأزمة التي يعانيها نظام القذافي بعد اشتداد طوق الحصار المفروض عليه داخليا وخارجيا. نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" مساء الأحد أن اثنين على الأقل من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي (سيف الإسلام والساعدي) يعرضان الانتقال الى ديمقراطية دستورية ورحيل والدهما عن السلطة وتولي احدهما المرحلة الانتقالية. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه ومسؤول ليبي على اطلاع بالاقتراح انه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولى سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية. ولم توضح الصحيفة ما إذا كان القذافي (68 عاما) يوافق على هذا الطرح الذي يؤيده نجلاه سيف الإسلام والساعدي. غير ان شخصا قريبا من الابنين أفاد الصحيفة ان القذافي يبدو موافقا. وأشارت الصحيفة نقلا عن هذا الشخص ان سيف الإسلام والساعدي "يريدان التقدم في اتجاه التغيير في البلاد". وتابعت "أنهما اصطدما بالكثير من الجدران مع الحرس القديم وفي حال حصولهما على الضوء الأخضر، فسوف ينهضان بالبلاد بسرعة". وبحسب الصحيفة، فان هذا الاقتراح قد يكون معبرا عن الخلافات القائمة منذ زمن بعيد بين أبناء القذافي. ففي حين ان سيف الإسلام والساعدي اقرب الى نهج اقتصادي وسياسي غربي، فان أخويهما الآخرين ،خميس والمعتصم، من أنصار الخط المتشدد. ويرأس الإبن "خميس" إحدى الكتائب الأمنية التي يتشكل منها الجيش الليبي، فيما يعتبر المعتصم، المستشار في الأمن الوطني، خصما لسيف الإسلام في السباق الى خلافة والدهما، بحسب ما ذكرت الصحيفة. وفي رد فعل على مقترح أبناء القذافي، رفض المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين الاثنين فكرة مرحلة انتقالية يقودها احد أبناء الزعيم الليبي. وقال المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبد المولى، متحدثا من بنغازي معقل الثورة في شرق ليبيا ان هذه الفكرة "يرفضها المجلس بشكل تام". وأضاف "على القذافي وأبنائه ان يرحلوا قبل أي مفاوضات دبلوماسية". يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يروج فيها اقتراح من هذا القبيل من طرف الجماعة المحيطة بالقذافي . ويبدو أن توالي انسحابات وانشقاقات المقربين منه جعل الأوفياء له، يعاودون طرح اقتراح تنحي الوالد وانتقال الحكم إلى الأبناء وهو ما رفضه الثوار في بداية الأزمة، اما وقد سالت دماء كثيرة وأزهقت أرواح لا حصر لها ، يبدو من المستحيل قبول العرض من طرف الثوار مهما كانت نتائج المعارك الجارية الآن.