عبر أفراد الجالية المغربية، الذين ما زالوا في كوت ديفوار عن رغبتهم في العودة سريعا إلى بلدهم، فرارا من المعارك الضارية بين قوات الرئيس المنتخب الحسن وتارا، وتلك التابعة لغريمه لوران غباغبو. وأوضح رئيس اتحاد مغاربة كوت ديفوار، عمر سملالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغاربة يعيشون في جو من الخوف على غرار كافة الأجانب وسكان أبيدجان، بسبب المواجهات العنيفة الدائرة بين الجانبين. وبعدما أشاد بعمليات الإجلاء السابقة التي نظمتها السلطات المغربية لفائدة مغارب كوت ديفوار، أشار سملالي إلى أنه مع اشتداد الأزمة، فإن المواطنين المغاربة الذي بقوا هناك، يرغبون في العودة سريعا إلى بلدهم. من جهته، أبرز الكاتب العام لجمعية التجار المغاربة المقيمين بكوت ديفوار، توفيق جمعي، الإرادة التي تحدو المغاربة هناك في الرجوع إلى بلدهم للهروب من المواجهات التي اشتدت، منذ الجمعة المنصرم، بالعديد من أحياء أبيدجان، بعد الهجوم الواسع الذي شنته القوات التي تدعم الرئيس المنتخب ضد آخر معاقل غريمه لوران غباغبو. وأضاف "نمر بوضع حرج، لكننا واثقون في عزم السلطات المغربية على تقديم المساعدة الضرورية لنا وتنظيم عملية ترحيلنا". وأفاد مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، عبد اللطيف بندحان، في اتصال لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السلطات المغربية تتابع باهتمام وضعية المغاربة في كوت ديفوار، وهي معبأة لتوفير الأمن لهم. وأكد أنه "جرى إجراء اتصالات مع مسؤولي بعثة الأممالمتحدة في كوت ديفوار، ومسؤولي عملية (ليكورن) الفرنسية، لضمان أمن المغاربة". وأضاف أنه جري اتخاذ إجراءات لتنظيم عملية ترحيل المواطنين المغاربة الراغبين في العودة إلى البلد. وسبق للسلطات المغربية أن قامت بترحيل 430 شخصا خلال الأشهر الأخيرة من كوت ديفوار، في حين اختار حوالي 500 آخرين البقاء في هذا البلد. وكانت حكومة واتارا، التي سبق وقررت إغلاق الحدود بعد انطلاق الهجوم ضد آخر معاقل الرئيس غباغبو بأبيدجان، أعلنت، يوم الخميس المنصرم، فتح الفضاء الجوي لتمكين السفارات الأجنبية من ترحيل مواطنيها. ولجأ حوالي 30 مواطنا مغربيا إلى مخيمين أقامتهما بأبيدجان، بعثة الأممالمتحدة في كوت ديفوار والقوات العسكرية الفرنسية، قصد الفرار من المعارك الضارية التي تشنها المليشيات المسلحة. وكانت الخطوط الملكية المغربية ألغت، على غرار باقي شركات الخطوط الجوية، رحلاتها المتوجهة إلى أبيدجان منذ الخميس الماضي.