تشرع الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية (القطب الجنحي) بسطات، غدا الخميس، في مناقشة ملف حادثة السير المميتة بسطات ويتابع على خلفية هذه القضية محام (م) من هيئة المحامين بالدارالبيضاء، والموجود حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن الفلاحي عين علي مومن بالمدينة. ويتابع المحامي المتهم من أجل جنح التسبب في حادثة سير بسبب عدم التبصر وعدم الاحتياط، وعدم مراعاة التزامات السلامة والحيطة المقررة في القانون، نتج عنها قتل عمدي وجرح ترتب عنه عجز مؤقت عن العمل لمدة تفوق 21 يوما، والسكر العلني، وسياقة مركبة في حالته تحت الكحول، وعدم احترام قواعد السير الواجبة على مستعملي الطريق السيار على الاتجاه المعاكس للسير. وكانت الغرفة نفسها، أجلت النظر في قضية المحامي، في جلسة الخميس الماضي، بعدما اعتبرت القضية جاهزة للمناقشة، ورفضت طلب دفاع المحامي المتهم، الذي التمس تمتيع موكله بالسراح المؤقت. وشهدت أطوار الجلسة السابقة، احتجاج دفاع المحامي المتهم على وجود رجل أمن بقاعة الجلسات، التي تشهد أطوار المحاكمة، وبيده جهاز اتصال لاسلكي، بذريعة أن هذا الأخير"أي رجل الأمن" ينقل وقائع الجلسة إلى جهات معينة، الأمر الذي تدخل على إثره رئيس الجلسة، الاستاذ أكاشي، لتهدئة الأوضاع، إذ أوضح للدفاع أن حضور رجل الأمن يدخل في إطار مراقبة المعتقلين والحفاظ على النظام داخل الجلسة. وتعود أطوار هذه القضية إلى يوم الأحد 16 يناير الماضي، حين وقعت حادثة سير مميتة بالطريق السيار، الرابطة بين مدينتي سطاتومراكش، على مستوى مشرع بن عبو بالنقطة الكيلومترية 700+98 ، التي ذهب ضحيتها أربعة أشخاص من عائلة واحدة، إذ أصيب الأب وابنته الصغيرة بإصابات خطيرة حينما انحرفت سيارة المحامي من نوع "كيا" عن مسارها، بعدما كانت قادمة من مدينة الدارالبيضاء نحو مدينة مراكش، ثم اصطدمت بسيارة خفيفة من طراز "بيجو 309" كانت قادمة من مراكش، وتقل ستة أفراد من عائلة واحدة (رب الأسرة وزوجته وأربعة بنات). ولقيت الأم وثلاثة من بناتها مصرعهن بعين المكان، فيما أصيب الأب بإصابات بليغة على مستوي الرأس خضع على إثرها لتدخل جراحي، وكسر في الفخذ الأيسر، وأصيبت طفلته الرابعة بكسر في الكتف الأيسر، وإصابات في الرأس، في حين، أصيب المحامي بكسر على مستوى ركبته اليمنى، نتيجة قيادته لسيارته في حالة سكر، وتحدثه في الهاتف المحمول، بحيث وضع الأب وابنته بقسم العناية المركزة، بعدما جرى نقلهما إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، فيما نقلت الجثث الأربعة إلى مستودع الأموات بالمركز ذاته. كما نقل بعد ذلك المحامي إلى مصحة الضمان الاجتماعي بسطات، لتلقي العلاجات الضرورية، حيث بقي هناك تحت الحراسة الأمنية إلى أن جرت إحالته على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسطات، ليجري إيداعه بالسجن الفلاحي عين علي مومن بسطات.