يفتح المعرض الدولي للنشر والكتاب يوم 11 فبراير الجاري، أبوابه في وجه الزوار، الذي تأمل وزارة الثقافة وشريكها مكتب معارض الدارالبيضاء، في أن يحقق إقبالا جماهيريا كبيرا، يفوق 500 ألف زائر وزير الثقافة المغربي والسفير الإيطالي في الندوة الصحفية – سوري وهو الرقم الذي حققته الدورة السابقة من المعرض، التي عرفت توسيعا وتنظيما نسبيين لفضاء العرض. ومن أجل الإسهام في الرفع من نسبة القراءة في المغرب، والحد من ظاهرة ترديها، تعمل الدورة السابعة عشرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب المنظمة تحت شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة"، كما جاء في كلمة بنسالم حميش، وزير الثقافة، في الندوة الصحفية، التي نظمت مساء يوم 4 فبراير الجاري بأحد فنادق الدارالبيضاء، على تنظيم لقاءات من أجل الكشف عن أسبابها، والبحث لها عن حلول، خاصة أن الثقافة "أمست أكثر فأكثر حقلا للاستثمار في التنمية البشرية، وقطاعا للإسهام في خلق مناصب الشغل والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، إذ ولى زمن اعتبارها نشاطا ثالثيا غير منتج أو ترفا لتزجية فترات الفراغ وقتل الوقت". ومن أجل ضمان مزيد من الأداء الثقافي والمعرفي للمعرض ذكر بنسالم حميش، أن الوزارة قامت هذا العام بتوسيع فضائه، إذ بلغت المساحة الإجمالية للمعرض 23 ألفا و800 متر مربع، خصصت منها 11 ألفا لأروقة الكتب، لاستيعاب طلبات المشاركة الواردة على الوزارة من داخل المغرب وخارجه. كما جرى تخصيص ثلاث قاعات رئيسية لاستقبال الندوات والقراءات أطلقت عليها أسماء المفكرين الراحلين: محمد عابد الجابري، ومحمد أركون، وإدمون عمران المليح، الذين ستخصص لهم ندوات تكريمية لهم ولمسارهم الفكري المتميز. وأوضح حميش أن عدد البلدان المشاركة في الدورة السابعة عشرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بلغ 40 دولة، وبلغ عدد الناشرين والعارضين 724، مشيرا إلى أن البرنامج الثقافي للمعرض يضم العديد من الفقرات الرامية إلى ربط صلة مباشرة بين الجمهور العريض وكثير من الأسماء الفكرية والإبداعية المغربية والعربية والدولية، من بينها الفيلسوف الفرنسي إدغار موران، الذي سيقدم لقاء افتتاحيا في المعرض يوم 11 فبراير الجاري، وآلان غريش، وميشال مافيزولي، ومحمد سلماوي، وصلاح فضل، وواسيني الأعرج، وكاظم جهاد، ورشيد بوجدرة، وعبده وازن، وأحمد الشهاوي، وعبد الوهاب مؤدب، وعماد أبو غازي، وأحمد عكيدي، وعبد الله سالم مليطان، وعبد الكريم كاصد، ورنا سهيل إدريس، ولينا كريدية، وسلوى النعيمي، وهاني نقشبندي، وخليل النعيمي، وصمويل شمعون، والحبيب السالمي، وعبد الكريم الطبال، ووفاء العمراني، وعبد الكريم برشيد، الذي سيكرمه المعرض هذه السنة هو والشاعر محمد بنطلحة، ومجموعة من الكتاب المغاربة الآخرين، الذي سيساهمون في ندوات متنوعة. وحول السؤال الثقافي سيدور نقاش بين فريدريك ميتران، وزير الثقافة الفرنسي، وبين بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربي، كما سينظم لقاء آخر مع وزراء ثقافة أفارقة وأوروبيين وممثل عن اليونسكو حول التدبير الثقافي، إضافة إلى "القمة الثقافية العربية: أي مستقبل للثقافة العربية"، الندوة، التي من المتوقع أن يشارك فيها باحثون ومسؤولون من الدول العربية، على رأسهم رئيس المجلس الأعلى للثقافة بمصر، عماد أبو غازي، الذي أكد حضوره، رغم الأوضاع التي تمر منها مصر. من جهته، عبر السفير الإيطالي بالمغرب عن شكره للمنظمين، الذين اختاروا بلده ضيف شرف لهذه الدورة، مشيرا إلى أن هذا الاختيار يتزامن وتخليد إيطاليا هذه السنة للذكرى 150 لإنشائها كدولة موحدة، ومرور أربعين سنة على علاقتها بالمغرب، وعلى إنشاء مركزها الثقافي الوحيد بالرباط، إضافة إلى مؤسسة ثقافية خاصة بالدارالبيضاء تحمل اسم "إيفيطو إيطاليا". وأكد السفير الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب للكتاب وللقراءة، في وقت تجلب اهتمام الناس تكنولوجيا الإعلام والاتصال، مشيرا إلى أن الجناح الإيطالي، خلال هذه التظاهرة، سيشمل جانبا متعلقا بعرض للكتب ووثائق وتحف فنية، فضلا عن عقد ندوات تعالج المجتمع والسياسة بإيطاليا، وتعليم اللغة الإيطالية . وستقام، في هذا الإطار، أربع ندوات كبرى تتمحور حول مواضيع "الكاتب والسلطان: من أميسيس والسفارة الإيطالية الأولى في المغرب"، و"إيطاليا تتحرك: حركات وأماكن الذاكرة"، و"فيديريكو الثاني والأثر العربي في جنوب إيطاليا"، و"ليون الإفريقي بين عالمين". ومن بين الكتاب الإيطاليين، الذين تأكدت مشاركتهم في المعرض، والذين يمثلون الوجه الرسمي لإيطاليا، نذكر أنطونيو بيناشي وماريا أرتانازيو، وماريو إيزنيغي، وأوجينيو بينارو، في حين يغيب عن المعرض أمبرطو إيكو، وليوناردو ساسا، وأنطونيو سافيانو، وكتاب إيطاليون آخرون معارضون لنظام برلسكوني. ومن الكتاب المغاربة، الذين أكدوا حضورهم، أيضا، والذين سيوقعون أعمالهم في المعرض، نذكر: الطاهر بن جلون، وأنا مهجر باردوشي، وجميلة حسون، وغيثة الخياط. أما دور النشر الإيطالية، التي أكدت مشاركتها فنذكر من بينها دار ألما، ودار كيرا، ومجموعة موندادوري – إليكطا، وميزوجيا، ودار الجمل، وإيلفيلوديبارتينوب، ودار سينسو أونيكو. تجدر الإشارة إلى أن الدورة 17 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، التي ستختتم يوم 20 فبراير الجاري، تشهد مقاطعة مجموعة من الكتاب المغاربة المنتسبين للمرصد الوطني للثقافة، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، الذين سينظمون، حسب بلاغ لهم، مجموعة من الوقفات الاحتجاجية بالمعرض، تنديدا بالسياسة العامة لوزارة الثقافة.