أكد بنسالم حميش وزير الثقافة بالدارالبيضاء في لقاء صحافي خصص لتسليط الضوء على فقرات الدورة 17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي يحتضنه مكتب معارض الدارالبيضاء من 11 إلى 20 فبراير 2011، أن هذه التظاهرة التي تبلغ كلفتها المالية حوالي 5 مليون درهم، ستعرف توسعا دالا من حيث عدد الناشرين والعارضين الذي ارتفع إلى 724 (279 عارضين مباشرين، 445 معارضين غير مباشرين)، أو عدد البلدان المشاركة الذي بلغ 42، أو من حيث المساحة الإجمالية للمعرض التي تم رفعها إلى 23800 متر مربع، خصص منها 11 ألف متر مربع لأروقة الكتب، وذلك لاستيعاب طلبات المشاركة الواردة على الوزارة من داخل المغرب وخارجه. وفي جوابه عن مشاركة الناشرين والعارضين المصريين بعد الأحداث التي تعيش على إيقاعها مصر، ذكر الوزير أن قلة منهم اعتذروا، ولكن ذلك لن يغير شيئا من مجريات المعرض، معبرا عن توقعه مضاعفة رقم 500 ألف زائر، التي سجلت في فعاليات معرض السنة الماضية، لتصل إلى مليون زائر في الدورة السابعة عشر التي تنظم تحت شعار ''القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة''. وأضاف الوزير أنه تم تخصيص ثلاث قاعات رئيسية على مساحة 568 متر مربع، لأسماء ثلاثة من أعلام الثقافة الوطنية فقدهم المغرب خلال سنة ,2010 وهم محمد عابد الجابري، محمد أركون، وإدموند عمران المليح. إذ سيخص المعرض كل واحد منهم بندوة مهداة إلى مساره المتواصل. كما سيحمل فضاء الطفل الذي يقع على مساحة 1000 متر مربع، اسم قاعة أحمد عبد السلام البقالي. وعن برنامج هذه الدورة، التي اختارت إيطاليا ضيف الشرف، أشار بنحميش أن الوزارة أعدت برنامجا ثقافيا عاما للمعرض، تم فيه تسطير مجموعة من الفقرات الرامية إلى ربط صلة مباشرة بين الجمهور وكثير من الأسماء الفكرية والإبداعية المغربية والعربية والدولية. من خلال محاضرات وندوات فكرية ونقدية وقراءات قصصية وشعرية من شأنها تحفيز الحضور على مواصلة أو استئناف الانخراط في عالم القراءة والتحصيل. ويشارك في تنشيطها 230 مدعوا من المغرب وبلدان عربية وإفريقية وأوروبية. وذكر وزير الثقافة أن من بينها اللقاء الافتتاحي مع الفيلسوف ''ادكار موران''، ولقاء مع وزير الثقافة الفرنسي ''فريديريك ميتران''، كما سيطرح البرنامج مواضيع ''الجهوية''، ''أي مستقبل للثقافة العربية''، واتحاد المغرب العربي والعولمة وعوائقها والاتحاد المتوسطي وإشكالاته، ''المثقفون والإعلام''، ''تجديد الفكر الديني''، ''وضع اللغة العربية اليوم''، ''إشراقات نسائية''، كما ستعرف فعاليات المعرض، تنظيم الدورة الثانية لمباراة الاستظهار والإلقاء أشرك في إنجازها هذه الدورة أكاديمية الرباط التابعة لوزارة التربية الوطنية. وكان وزير الثقافة قد استهل كلمته في اللقاء الصحفي، بالتأكيد على ظاهرة تردي أحوال القراءة والعزوف عنها، التي باتت بحسبه معطى بنيويا متناميا ينخر المشهد التعليمي والثقافي. وانتقد من يقابل هذا المعطى بموقف الاستخفاف واللامبالاة تحت ذريعة أننا دخلنا زمن ما بعد المكتوب والكتاب. موضحا أنه إن كان فضل الوسائطيات المتعددة لا ينكر في مجال تحصيل المعلومات وتداولها في وقت سريع قياسي، إلا أنه لا يتثقف بها ولا تنمي الملكات التي في نطاقها لا تعويل إلا على الكتاب، وهذا هو الثابت المؤسس للثقافات الإنسانية على مر كل العصور والأزمنة. وأضاف وزير الثقافة أن التدواي من هذا الوضع المحزن، سؤال كبير يستدعي التفكير الجماعي والعمل المؤسساتي. وإلى ذلك شدد على أن الجهد الفردي في قصد التحرر من الفقر المعرفي هو أعز ما يطلب.