حضور 42 بلدا و724 ناشرا والرهان على مليون زائر طغت لازمة أزمة القراءة في حديث وزير الثقافة بنسالم حميش، خلال الندوة الصحافية التي نظمها مساء الجمعة الماضي، في أفق الدورة السابعة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب ب الدارالبيضاء المزمع عقدها ما بين 11و20 فبراير الجاري، مذكرا بأن الوزارة حريصة على الإتيان بالجديد في هذه التظاهرة الدولية، نحو توسيع وتقوية جاذبيتها الثقافية والتجارية والإعلامية، وضمان مزيد من الامتداد لأدائها التثقيفي والتكريس الأمثل لحظوتها لدى كل المهتمين بالكتاب وقضاياه وطنيا وعربيا ودوليا؛ لأجل الإسهام المطرد للقراءة الهادفة باعتبارها تربية مستدامة ومفتاح حاسم لمجتمع المعرفة. ودعا في هذا الإطار إلى عدم مقابلة ضمور القراءة وتراجعها بالاستخفاف، تحت ذريعة أن زمن القراءة ولى وذهب وحل محله زمن الوسائطيات المتعددة من السمعي والبصري والرقمي وتكنولوجيا التواصل المتطورة الأخرى، مؤكدا على أنه لا يمكن التعويل على هذه الوسائط لكي تعطي الثمرات المرجوة، وإن كان فضلها لا ينكر في مجال تحصيل المعلومات وتداولها في وقت سريع قياسي، على اعتبار أنها تظل مجرد وسيلة وليس غاية، وبالطبع -يضيف حميش- لا يمكن أن تحل الغاية محل الوسيلة. وشدد الوزير على ضرورة التعويل على الجهد الفردي في مواجهة اليد الطولى لأزمة القراءة. وفي هذا الإطار عقب على من «يحاربون» وزارة الثقافة، ويحملونها مسؤولية التردي الذي يشهده واقعنا الثقافي؛ شدد على القول إن وزارة الثقافة لا تصنع الثقافة، بل المثقفون هم الذين يجب أن يضطلعوا بهذه المهمة، في حين ينحصر دور الوزارة في التسيير. واستطرد قائلا بنفس الخصوص، إن على المثقف أن ينتقد نفسه ولا يلقي اللوم على المؤسسات. وأطلق على هذه الدورة شعار «القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة»؛ لأجل تعميق الإحساس بأهمية القراءة في تطور المجتمع، كما ذكر بأن الوزارة اختارت إيطاليا لتكون ضيف الشرف، وذلك لرمزية هذا البلد في عالم التراث المادي وغير المادي وعطاءاته المتألقة المبدعة منذ عصر النهضة حتى زمننا الحاضر. وانتقل للحديث بعد ذلك بلغة الأرقام، حيث أشار إلى أن هذه الدورة تعرف توسعا دالا، سواء من حيث عدد الناشرين والعارضين، الذي ارتفع إلى 724 أو عدد البلدان المشاركة الذي بلغ 42، أو من حيث المساحة الإجمالية للمعرض التي تم رفعها إلى 23800 متر مربع، خصص منها 11 ألف متر مربع لأروقة الكتب. كما تم تخصيص ثلاث قاعات رئيسية لاستقبال الندوات والقراءات بالإضافة إلى الفضاء الخاص بالطفل. ومن بين أهم الفقرات المبرمجة، توقف الوزير، عند اللقاء الافتتاحي مع الفيلسوف إدكار موغان، وندوة واقع اتحاد المغرب العربي وإمكاناته، والقرائية الأمازيغية وبناء مجتمع المعرفة، ومشروع الجهوية الموسعة وآفاقها، والأدب الحساني، وأولمبياد الاستظهار والإلقاء، إلى غير ذلك من الفقرات المبرمجة، والتي استدعي لتفعيلها نخبة من المفكرين والمثقفين المغاربة والأجانب: حسن أوريد، نبيل بنعبدالله، صمويل شمعون، عبدالحميد عقار، رشيد بوجدرة، عبدالغني أبو العزم، عبدالكريم الطبال، نورالدين أفاية، محمد سبيلا، أحمد بوزفور.. ولم يفت بنسالم حميش، التعبير عن رهانه في أن يبلغ عدد الزائرين المليون، علما بأن تقارير الدورة السابقة أكدت على أن عدد الزائرين ضاهى خمسمائة ألف.