سيرا على نهج الدورة السابقة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، التي عرفت حضور دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، الذي افتتح المعرض وألقى محاضرة حول "الثقافة من أجل الحياة في عالم اليوم" سيفتتح الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي، إدغار موران، البرنامج الثقافي للدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي ستنظم ما بين 11 و20 فبراير المقبل، بالدارالبيضاء. وأوضحت وزارة الثقافة، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه بالإضافة إلى إدغار موران، ستتميز هذه الدورة، التي ستحل فيها إيطاليا ضيف شرف، بمشاركة العديد من الشخصيات الفكرية والأدبية الوازنة، من بينها فريدريك ميتران، وزير الثقافة الفرنسي، وآلان كريش، وكتاب آخرون، لم تفصح الوزارة عنهم بعد، لغياب تأكيدات عن حضورهم، كما أكد مصدر من الوزارة. في حين أكدت المصادر نفسها، أنه على رأس قائمة المثقفين العرب، الذين سيحضرون فعاليات الدورة السابعة عشرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة تحت شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة"، يوجد الناقدان المصريان جابر عصفور، وصلاح فضل، اللذان حضرا في الدورة السابقة، وجرى توشيحهما إلى جانب شخصيات مغربية أخرى في افتتاح المعرض، والشاعر والإعلامي اللبناني عبده وازن، والشاعر العراقي كاظم جهاد، والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، المصري محمد سلماوي، والكاتب السوري حسين جمعة. وهي أسماء حضر البعض منها في دورات سابقة، ومنها من ألف الحضور سنويا لمعرض الدارالبيضاء. أما الدول المشاركة في الدورة السابعة عشرة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، فبلغ لحد الساعة، حسب تصريح للمسؤول عن التواصل بالوزارة بشير الزناكي، 30 دولة، وبلغ عدد العارضين بشكل مباشر وغير مباشر 700 عارض، في مقابل 38 دولة شاركت السنة الماضية، و720 عارضا، وهو ما يدل على تراجع الدول المشاركة هذه السنة، إن لم يجر إدراج دول أخرى في نهاية المطاف، لأن البرمجة النهائية للمعرض لم يعلن عنها بشكل رسمي بعد. ونظرا للفراغ، الذي تركه رحيل المفكرين محمد عابد الجابري، ومحمد أركون، وإدمون عمران المالح، وعرفانا لما قدمه هؤلاء الراحلون الكبار من إبداع فكري وأدبي راقي للإنسانية، سيخصص المعرض ثلاث جلسات لهؤلاء المفكرين، تتمحور أولاها حول "ذاكرة محمد عابد الجابري"، والثانية حول "ذاكرة محمد أركون"، والثالثة حول "ذاكرة إدمون عمران المالح". كما سيعرف المعرض هذه السنة تكريم شخصيتين وازنتين بصمتا بإبداعهما الحقل الثقافي المغربي، وهما الشاعر محمد بنطلحة، والكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، وتنظيم مجموعة من اللقاءات والندوات، التي حسنت الوزارة من طريقة تنظيمها، وخففت عدد المشاركين فيها، إذ ستعمل الوزارة على أن تكون المشاركة نوعية وليست كمية. تجدر الإشارة إلى أن الدورة 17 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، تشهد مقاطعة مجموعة من الكتاب المغاربة المنتسبين للمرصد الوطني للثقافة، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، الذين سينظمون مجموعة من الوقفات الاحتجاجية بالمعرض، تنديدا بالسياسة العامة لوزارة الثقافة، كما تعرف عودة رشيد جبوج، كمنسق عام للمعرض، وسحب التهييء للمعرض ولبرمجته الثقافية من مديرية الكتاب، التي أعلنت مصالحها ل"المغربية" أنها لا علاقة لها لا بالمعرض ولا بجائزة المغرب للكتاب، اللتان يجري التهيىء لهما في ديوان وزارة الثقافة وبإشراف شخصي من بنسالم حميش، وزير الثقافة. وحسب بلاغ سابق لوزارة الثقافة، بلغ عدد الترشيحات لجائزة المغرب للكتاب 81 ترشيحا في جميع الأصناف، رغم دعوة المرصد لمقاطعتها، وسحب بعض الكتاب لترشيحاتهم لها. ومن المتوقع أن يعلن عن نتائجها في افتتاح المعرض. أما إيطاليا، ضيف شرف المعرض، فتقترح بانوراما واسعة عن التراث الثقافي والحضاري الإيطالي للزائر المغربي، كما تقترح مجموعة من الموائد المستديرة واللقاءات الثقافية والفكرية والأدبية، المنظمة تحت شعار " سفر وهجرة الأشخاص والثقافات من ضفة إلى أخرى بالمتوسط "، التي سيشارك فيها باحثون وكتاب وأكاديميون إيطاليون، إلى جانب كتاب وباحثين مغاربة، إضافة إلى عروض سينمائية ومسرحية ومعارض للصور وبعض المآثر والمتاحف الإيطالية، وتقديم عدد كبير من الترجمات لأعمال إيطالية إلى اللغتين العربية والفرنسية. وستقام، في هذا الإطار، أربع ندوات كبرى تتمحور حول مواضيع "الكاتب والسلطان: من أميسيس والسفارة الإيطالية الأولى في المغرب"، و"إيطاليا تتحرك: حركات وأماكن الذاكرة"، و"فيديريكو الثاني والأثر العربي في جنوب إيطاليا"، و"ليون الإفريقي بين عالمين". ومن بين الكتاب الإيطاليين، الذين أكدوا مشاركتهم في المعرض نذكر أنطونيو بيناشي، وماريا أرتانازيو، وماريو إيزنيغي، وأوجينيو بينارو. ومن الكتاب المغاربة، الذين أكدوا حضورهم، أيضا، والذين سيوقعون أعمالهم في المعرض، نذكر: الطاهر بن جلون، وأنا مهجر باردوشي، وجميلة حسون، وغيثة الخياط. أما دور النشر الإيطالية، التي أكدت مشاركتها فنذكر من بينها دار ألما، ودار كيرا، ومجموعة موندادوري – إليكطا، وميزوجيا، وإيلفيلوديبارتينوب، ودار الجمل، ودار سينسو أونيكو.