تميز الربع الأخير من سنة 2010، بفتح المكتبة الوسائطية بالدارالبيضاء، التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، في وجه العموم، من خلال تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية، التي شارك فيها عدد كبير من العلماء والمفكرين والمبدعين المغاربة والأجانب. وقال فقار محافظ المكتبة، إن مؤسسة مسجد الحسن الثاني، التي يترأسها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، تهدف، من خلال أنشطتها الفكرية والثقافية إلى التعريف بالمسجد ومهامه باعتباره قطبا روحانيا وثقافيا بالدارالبيضاء، فضلا عن المحافظة على الرصيد المعماري لهذه المعلمة الفريدة، والمرافق الملحقة بها مثل المدرسة والمكتبة الوسائطية وأكاديمية الفنون التقليدية. وأبرز فقار، أن المؤسسة تسعى، أيضا، إلى تسهيل الولوج إلى عالم العلم والمعرفة، وتخصيص مركز للموارد للفاعلين المحليين، والمشاركة في التنشيط الثقافي لمدينة الدارالبيضاء وتوفير فضاءات للنقاش الفكري والتبادل الثقافي، وإظهار الجانب الإشعاعي للمؤسسة. وكان أحمد التوفيق، أكد خلال المحاضرة الافتتاحية للمكتبة الوسائطية ولمؤسسة المسجد، التي كان موضوعها "ملامح من تاريخ الدارالبيضاء"، التي ألقاها محمد القبلي، أن فضاء المسجد من خلال مكتبته الوسائطية الجديدة، ذات "الديزاين" الحداثي الجميل، سيكون فضاء لمصالحة المدينة مع الفكر والثقافة والفن، أي مصالحة المسجد مع عمقه التربوي والديني والإجتماعي، بالشكل الذي يحقق روح الانفتاح وقوته في المغرب، معلنا، أن أول الغيث هو ذلك اللقاء الافتتاحي العالي القيمة. وتضمنت الأنشطة الفكرية والثقافية للمؤسسة، التي انطلقت في شهر رمضان الماضي، مجموعة من المحاضرات، وتنظيم معارض للفن التشكيلي، والصور الفوتوغرافية، وإحياء حفلات دينية متنوعة. و تضم المكتبة، التي تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 12400 مترا مربعا، ثلاثة مستويات، اثنان منها مخصصة للأطفال والشباب، وتتوفر على 860 مقعدا مخصصا للقراءة ضمنها 107 مقاعد مجهزة بحواسيب موصولة بشبكة الإنترنت، فيما يبلغ الرصيد الوثائقي للمكتبة نحو 200 ألف وثيقة، منها 87 ألف وثيقة رهن إشارة العموم. وتتوزع فضاءاتها ما بين فضاء مخصص لفئة الصغار والأطفال والشباب، وفضاء مخصص للكبار، وفضاء ثالث مخصص لمدينة الدارالبيضاء، وفضاء عبد الهادي بوطالب، وفضاءات للإطلاع على الموارد المتعددة الوسائط، موزعة على كل المستويات، إلى جانب فضاءات أخرى، كما تتوفر المكتبة أيضا، على مجموعة من الفضاءات الثقافية متعددة الاستعمالات تشمل قاعة للمحاضرات بسعة 200 مقعد، وقاعة للعرض، وقاعات مجهزة بالحواسيب، وفضاء للحكي ومركز للموارد، مفتوح في وجه الجمعيات والفاعلين السوسيو ثقافيين.