التوجه نحو ثقافة جديدة تؤمن بقيم التعددية والتسامح تمتد المكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني على مساحة 12.400متر مربع، وتحتضن 3 مستويات: اثنان منها مخصصة للأطفال والشباب، و860 مقعدا مخصصا للقراءة، ضمنها 107 مقعدا مجهزا بحواسيب موصولة بالانترنيت. كما تتوفر على ألفي وثيقة متعددة الوسائط، منها 87 ألفا ستكون رهن إشارة العموم عند افتتاح المكتبة. البناية التي تم إتمام تشييدها وتجهيزها في 2006وتم تدشينها من طرف جلالة الملك في 2 أبريل 2010، تلتها عملية تسمية محافظ لها في 6 ماي، انخرطت في محاولة منها لخوض تجربة ثقافية علمية متميزة من خلال البرنامج الذي تم تسطيره والذي حاول المنظمون عبره ملامسة أجوبة لسؤال يتعلق بمدى التوجه نحو ثقافة جديدة تؤمن بالتعددية والتسامح. سؤال مركزي من خلال محاور متنوعة، ناقشها خلال شهر رمضان الأبرك ثلة من المفكرين والمثقفين والفاعلين في مختلف المجالات، من بينهم الأساتذة فتح الله ولعلو، محمد قبلي، عبد الله بن بيا، التاقي نجيب وآخرون، استضافتهم المكتبة في لقاءات منحت الدفء لهذه المعلمة، التي أكد بشأنها بوشعيب فوقار محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني، في لقاء صحافي، أن اختصاصاتها تتجاوز الوظائف التقليدية كي تصبح عنصرا فاعلا في المجال الثقافي، ومنفتحة على محيطها بعيدا كل البعد عن النظرة الكلاسيكية التي تعتبر المكتبات مجرد مخازن جامدة للكتب، وهو ما جعل وسيجعل من المكتبة الوسائطية مؤسسة اجتماعية منتجة للمبادرات السوسيوثقافية ومشاركة في الحياة الثقافية لمدينة الدارالبيضاء، عبر نشر الثقافة وليس الاكتفاء بحصر نشاطاتها في توفير الرصيد الوثائقي. وفي سياق ذلك، قال فوقار بأنه تم تشكيل لجنة علمية تخطط لبرامج سنوية، مستعرضا في نفس الوقت محاور عمل السنة المقبلة والمتمثلة في العلوم الشرعية والدينية والفقهية، بما يحمله مصطلح علوم من معاني ودلالات، ومنها العلوم الاجتماعية، الاقتصادية، الحكامة، الفلسفة والفكر، إضافة إلى محور خاص بتاريخ الدارالبيضاء والتنمية بها، مشيرا إلى أن المجلس الإداري للمؤسسة وبعد تشكيله، انعقد خلال جلستين: أولاهما بتاريخ 10 ماي، للتأكيد على الانخراط الفعلي في بلورة التصور الشمولي للمؤسسة كرافعة فكرية وثقافية. وفي سياق متصل، قال إن البرنامج الثقافي «التجربة» الذي وضعته المؤسسة بمناسبة شهر رمضان المبارك «حقق نجاحا ملحوظا». كما أبرز المحافظ، أن هذا الإنجاز سيشجع العاملين بالمؤسسة على المضي قدما نحو آفاق فكرية وثقافية أكثر جدة وعمقا. وأوضح أن هذا البرنامج، الذي تضمن مجموعة من المحاضرات وتنظيم معارض فنية, تميز بتنوع المواضيع المطروحة حيث مست جوانب متعددة من الفكر والإبداع ولم تقتصر على محور واحد. مضيفا في ذات الوقت، أن المساهمين في تنشيط هذه اللقاءات ينتمون إلى مشارب وبيئات مختلفة، من الرباطوالدار البيضاءووجدة وباريس وموريتانيا، وذلك في إطار انفتاح المؤسسة على محيطها الخارجي الوطني والدولي. وأشار إلى أن فضاءات المكتبة الوسائطية أصبحت طيلة هذه الفترة محج العديد من المثقفين والمهتمين والفاعلين. وأعلن السيد فوقار أن الأنشطة العلمية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني، ستتناول خلال برامج السنوات المقبلة العلوم الشرعية والفنون والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحكامة والفلسفة والفكر، فضلا عن محور خاص بتاريخ وتنمية الدار البيضاء. وأضاف أن المكتبة الوسائطية تهدف إلى جعل القراءة في متناول الجميع، بدون تمييز فئوي، وتسهيل الولوج إلى عالم العلم والمعرفة، مع تخصيص مركز للموارد لفائدة مختلف الفاعلين الجمعويين والسوسيوثقافيين، وتوفير فضاءات للنقاش الفكري والتبادل الثقافي، ولهذه الغايات فقد تم تخصيص فضاءات متعددة منها، فضاء مخصص لفئة الصغار، الأطفال والشباب، أدبيات، ثم فضاء للكبار، وآخر مخصص لمدينة الدارالبيضاء، إضافة إلى فضاء عبد الهادي بوطالب، وفضاءات للاطلاع على الموارد المتعددة الوسائط، موزعة على كل المستويات، وفضاءات أخرى مختلفة، ويتوفر كل فضاء على حدة على أرشيف مهم من الوثائق التي تتنوع في مضامينها. وقد أطلقت مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء برامجها الإشعاعية الفكرية والثقافية، ابتداء من شهر رمضان، حيث تمحورت حول مجموعة من المواضيع منها «الكون.. هل خلق للإنسان؟»، و»نحن والأزمة الاقتصادية العالمية»، و»جوانب من تاريخ الصحافة في مدينة الدار البيضاء خلال فترة الحماية»، و»التجديد بين الدعوة والدعوى»، و»نظرات في السيرة النبوية الشريفة»، و«الأخلاقيات في ميدان الصحة»، و»تعامل المسلمين مع غيرهم»، بالإضافة إلى محاور أخرى.