عيّن الملك محمد السادس، اليوم الجمعة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير أحمد التوفيق رئيسا لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء ويأتي هذا التعيين طبقا للظهير الشريف رقم 1.09.14 الصادر في 24 من محرم 1430 الموافق ل 21 يناير 2009، الذي أحدثت بموجبه مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء. ويتمثل الغرض من إحداث هذه المؤسسة في إدارة مسجد الحسن الثاني والمرافق الملحقة به والمحافظة عليه وصيانته ولا سيما، المدرسة ومكتبة الوسائط وأكاديمية الفنون التقليدية. وفي سياق متصل أشرف الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، على تدشين المكتبة الوسائطية، التي تم إحداثها بمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء باستثمارات مالية بلغت 200 مليون درهم. وبعد قطع الشريط الرمزي وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، قام الملك محمد السادس بجولة في مختلف مرافق هذه المكتبة التي تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 12400 مترا مربعا، وتضم ثلاثة مستويات، اثنان منها مخصصة للأطفال والشباب. وتتوفر المؤسسة على 860 مقعدا مخصصا للقراءة ضمنها 107 مقعدا مجهزا بحواسيب موصولة بشبكة الأنترنت، فيما يبلغ الرصيد الوثائقي للمكتبة نحو 200 ألف وثيقة، منها 87 ألف وثيقة ستكون رهن إشارة العموم عند افتتاح هذا الصرح الثقافي. وتتوزع فضاءات المكتبة الوسائطية، ما بين فضاء مخصص لفئة الصغار والأطفال والشباب، وفضاء مخصص للكبار، وفضاء ثالث مخصص لمدينة الدارالبيضاء، وفضاء عبد الهادي بوطالب، وفضاءات للإطلاع على الموارد المتعددة الوسائط، موزعة على كل المستويات، إلى جانب فضاءات أخرى. وبالإضافة إلى المراهنة على أن تصبح عنصرا فاعلا في المجال الثقافي، فإن المكتبة الوسائطية تتوفر أيضا على مجموعة من الفضاءات الثقافية متعددة الاستعمالات تشمل قاعة للمحاضرات بسعة 200 مقعد وقاعة للعرض وقاعات مجهزة بالحواسيب وفضاء للحكي ومركز للموارد، مفتوح في وجه الجمعيات والفاعلين السوسيو ثقافيين. ويندرج إحداث المكتبة في إطار السعي إلى جعل القراءة في متناول الجميع وبدون أي تمييز فئوي، وتسهيل الولوج إلى عالم العلم والمعرفة، وتخصيص مركز للموارد للفاعلين المحليين، والمشاركة في التنشيط الثقافي لمدينة الدارالبيضاء وتوفير فضاءات للنقاش الفكري والتبادل الثقافي. ويعد مشروع إحداث المكتبة الوسائطية ثمرة شراكة مجموعة من القطاعات تشمل وزارة الداخلية ووزارة الثقافة وولاية الدارالبيضاء الكبرى والوكالة الحضرية للدار البيضاء ومجلس الجهة ومجلس العمالة وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويندرج مشروع المكتبة في إطار برنامج تأهيل البنيات التحتية الثقافية للعاصمة الاقتصادية، الذي رصدت له اعتمادات بقيمة 754 مليون درهم. ويشمل هذا البرنامج مجموعة من المشاريع، من بينها على الخصوص إعادة تجهيز وإصلاح مجموعة من المسارح والمكتبات بالمدينة، وترميم المعهد الموسيقي والرفع من الطاقة الاستيعابية لمدرسة الفنون الجميلة وتهيئة خزانة سيدي معروف وبناء مركبات ثقافية بسيدي معروف وسيدي البرنوصي والحي الحسني وبناء المسرح الكبير للدار البيضاء ورد الاعتبار للمدينة القديمة ووسط المدينة وتهيئة حي الحبوس وعدد من المنشآت الثقافية القريبة منه إلى جانب تهيئة شواطئ آنفا وسيدي عبد الرحمان وعين السبع وباسيو. وتندرج هذه المشاريع في إطار الجهود الرامية إلى خلق دينامية جديدة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة من خلال تكثيف الجهود لبناء مؤسسات ثقافية تواكب النمو الاقتصادي، الذي تشهده المدينة من أجل التعريف أكثر بمكونات تراثها وإيجاد السبل الناجعة لحمايته والمحافظة عليه وتوظيفه بطرق ملائمة تتناسب ومتطلبات الحياة المعاصرة. ويعد برنامج تأهيل البنيات التحتية الثقافية أحد مكونات برنامج التنمية الحضرية للعاصمة الاقتصادية للمملكة برسم الفترة الممتدة ما بين 2007 - 2010 ، الذي رصدت له استثمارات بقيمة ثلاثة ملايير و250 مليون درهم.