أسدل الستار، يوم أمس الجمعة، على الأنشطة الفكرية والثقافية، التي نظمتها مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، بمناسبة شهر رمضان المبارك، بمحاضرة ألقاها د مصطفى بنحمزة، حملت عنوان "تعامل المسلمين مع غيرهم". وقال بوشعيب فوقار، محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني، إن المؤسسة سعت، من خلال أولى أنشطتها الإشعاعية، التي احتضنت فعالياتها المكتبة الوسائطية بالدارالبيضاء، بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين والمبدعين المغاربة والأجانب، إلى تحقيق مبدأ التنوع، الذي تجلى من خلال تعدد المواضيع المبرمجة "علمية واقتصادية وشرعية وفلسفية وثقافية وفنية..."، مضيفا في لقاء صحفي بمقر المؤسسة بالدارالبيضاء، أن الهدف الأسمى من هذه الأنشطة الإشعاعية، هو تنشيط الفعل الثقافي ليس فقط، على مستوى مدينة الدارالبيضاء، لكن في كل ربوع المملكة، وتحقيق مبدأ الانفتاح على المحيط الدولي، وخلق نقاش فكري مبني على الحوار والتعددية. وأوضح فوقار أن مؤسسة مسجد الحسن الثاني، التي يترأسها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، تهدف، من خلال هذه الأنشطة إلى التعريف بالمسجد ومهامه باعتباره قطبا روحانيا وثقافيا بالدارالبيضاء، فضلا عن المحافظة على الرصيد المعماري لهذه المعلمة الفريدة، والمرافق الملحقة بها مثل المدرسة والمكتبة الوسائطية وأكاديمية الفنون التقليدية. وأبرز فوقار، أن المؤسسة تسعى، أيضا، إلى تسهيل الولوج إلى عالم العلم والمعرفة، وتخصيص مركز للموارد للفاعلين المحليين، والمشاركة في التنشيط الثقافي لمدينة الدارالبيضاء وتوفير فضاءات للنقاش الفكري والتبادل الثقافي، وإظهار الجانب الإشعاعي للمؤسسة، مشيرا إلى أن المؤسسة ستعلن قريبا عن برنامجها لسنة 2011 ، الذي تشرف عليه لجنة علمية متخصصة، مكونة من عدد من الأساتذة والباحثين والعلماء المغاربة، الذين أجمعوا على ضرورة تكريس مبدأي التنوع والانفتاح، من خلال برمجة غنية تضم مواضيع في (العلوم الشرعية، والاجتماعية، والسياسية، والفلسفية والفنية والتاريخية...)، وإشراك علماء ومفكرين وفنانين من داخل المغرب وخارجه. وأشار فوقار إلى أن أهم ما ميز أنشطة المؤسسة، خلال هذا الشهر المبارك، المحاضرة التي ألقاها البروفيسور الفرنسي المسلم عبد الحق برونو كيدردوني، الخبير في الفيزياء والفلك، مدير المرصد الفلكي الفرنسي، مدير أبحاث شؤون الكواكب والمجرات في المركز القومي للبحوث العلمية، تحت عنوان "الكون .. هل خلق للإنسان؟"، فضلا عن العديد من المحاضرات، التي لاقت إقبالا كبيرا، ونذكر منها "نحن والأزمة الاقتصادية العالمية"، و"جوانب من تاريخ الصحافة في مدينة الدارالبيضاء خلال فترة الحماية"، و"التجديد بين الدعوة والدعوى"، و"نظرات في السيرة النبوية الشريفة"، و"الأخلاقيات في ميدان الصحة"، و"تعامل المسلمين مع غيرهم"، دون أن ننسى المعرض التشكيلي، المنظم إلى غاية 15 شتنبر، تحت اسم "تجليات"، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية التي أبدعها الفنان التشكيلي المغربي عبد الله الحريري، ومعرض الصور الفوتوغرافية، الذي يؤرخ للتطور الهندسي والمعماري للمساجد بالمغرب، منذ أقدم مسجد بالمملكة.