يعيش حي العلوين (حي مسرور سابقا) بمدينة تمارة، هذه الأيام، وضعا أمنيا مزريا، أسفر عن جعل العديد من العصابات تتحكم في رقاب أصحاب المحلات التجارية، وسرقة ممتلكاتهم، ما نتج عنه هلع وسط سكان المدينة، الواقعة قرب الرباط. وقالت مصادر محلية ل"المغربية" إن ظاهرة السطو عن طريق التهديد بالأسلحة البيضاء، أو ما يعرف ب"الكريساج"، أضحت حرفة المنحرفين من المدمنين على الأقراص المهلوسة (القرقوبي)، وذوي السوابق القضائية بالمنطقة. وتضيف المصادر نفسها، نقلا عن مصادر أمنية، أن الحي المذكور شهد، خلال أسبوعين متواليين، ما يفوق ست عمليات سطو، كان أبرزها هجوم نفذه سبعة منحرفين، كانوا تحت تأثير الخمر وأقراص الهلوسة، إذ هاجموا، على شاكلة أفلام الويسترن الأميركية، متجرا بشارع محمد الخامس، ما جعل صاحبه، رفقة عامل لديه، يفر هربا، خوفا على حياته، تاركا المتجر بما فيه من سلع ومال تحت رحمة اللصوص، الذين عاثوا فيه خرابا، وسطوا على المال، وعلى كل ما خف وزنه وثقل ثمنه. وبعد إبلاغ الشرطة القضائية لأمن تمارة بالحادث، انتقلت عناصرها إلى مسرح السرقة، حسب المصادر، إذ جرت معاينة التخريب وآثار السرقة على المتجر، وباشر المحققون عمليات البحث من مسرح الحادث، ليتبين أن اللصوص الخمسة، بينهم قاصر، ويتحدرون من الحي نفسه، حيث يوجد المحل، وأن الأمر يتعلق بسبعة منحرفين من ذوي السوابق القضائية في مجال السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، ومن المدمنين على المشروبات الكحولية والمخدرات، بمختلف أنواعها. وحددت عناصر الشرطة هويات المتهمين، ليتبين أن الأمر يتعلق بكل من (أ.ن)، و(ب.م)، و(ي.ب)، و(ع.م)، و(م.ش)، تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما. وتمكن الأمن من إلقاء القبض عليهم، وإحالتهم على استئنافية سلا، بتهمة تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة، في حين، أصدرت مصلحة الشرطة مذكرة بحث أمنية في حق اثنين من منفذي عملية السطو وشريكي أفراد هذه العصابة، ما زالا في حالة فرار. وترددت أنباء من عين المكان، تفيد أن المتهمين الموجودين في حالة فرار، يقفان وراء عمليات اللصوصية، التي تستهدف عددا من التجار بالحي السالف الذكر. وشهد الحي نفسه عملية سطو أخرى، مست مخدعا هاتفيا بشارع النخيل، أقدم خلالها اللصوص على سرقة صندوق أمواله. وغير بعيد عن هذا الشارع، تعرضت صيدلية ومطعم بشارع القاهرة، لعملية سطو مماثلة. وحسب إفادات سكان الحي، التي استقتها "المغربية"، فإن انتشار مروجي الأقراص المهلوسة بالحي، وانعدام تحركات أمنية يومية بالمنطقة، عوامل جعلت "السيبة" تنتشر بمختلف الأزقة، إذ بات التحرك بعد التاسعة ليلا عبارة عن مخاطرة غير محمودة العواقب للسكان، خصوصا أن هذه الجهة تشهد تزايدا يوميا للمنحرفين والمدمنين على المخدرات، وذوي السوابق في السرقة، ما يتطلب تحركا وتدخلا أمنيا مستعجلا، حسب السكان.