ذكر مصدر عسكري إسرائيلي وشهود عيان أن خمسة مقاتلين فلسطينيين قتلوا، ليل السبت الأحد الماضيين، في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة، بينما كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ على إسرائيل، حسب زعم قوات الاحتلال الإسرائيلي. تشييع جثمان أحد الشهداء الخمسة في غزة (أ ف ب) وجرى تشييع الشهداء الخمسة وهم في العشرينيات من العمر، ومن سكان دير البلح وخان يونس، أمس الأحد. وتشكل هذه الغارة واحدة من أكثر الضربات دموية، منذ الهجوم الذي شنته إسرائيل شتاء 2008 -2009 على قطاع غزة، خلال الحرب، التي استنكرتها المجموعة الدولية. وقال مصدر طبي فلسطيني، لوكالة فرانس برس، إن "أربعة شهداء نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح ونقل شهيد خامس إلى مستشفى ناصر بخان يونس نتيجة إصابتهم المباشرة بشظايا الانفجار". وأضاف المصدر نفسه أن "الشهداء الخمسة هم خليل الطويل، ومحمد العصار، وعبد الله الشريحي، وأشرف أبو سبت، وأحمد الزعلان". وأكد مصدر أمني في الحكومة المقالة، التي تقودها حركة حماس، وقوع الغارة، التي استهدفت الشبان الخمسة، موضحة أن جثثهم وصلت إلى المستشفيين "ممزقة"، بسبب إصابتها المباشرة في الغارة الإسرائيلية. وتجمع عشرات الفلسطينيين، حتى بعد منتصف ليل السبت الأحد الماضيين، أمام براد الموتى في مستشفى دير البلح، وبعضهم كان يردد هتافات تدعو للثأر. وقال شهود عيان، اتصلت بهم وكالة فرانس برس، إن "الشهداء سقطوا بينما كانوا يحاولون إطلاق صواريخ محلية على إسرائيل على ما يبدو، وتعرضوا للقصف الإسرائيلي الجوي". وتحدث الشهود عن "أكثر من انفجار" وقع في المنطقة نفسها في دير البلح. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية الغارة الجوية، التي استهدفت المجموعة المسلحة. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن طائرة تابعة لسلاح الجو "رصدت وضربت فريقا من العناصر القتالية الفلسطينية كانوا يتهيأون لإطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من وسط قطاع غزة". وقال مصدر محلي إن القتلى من العناصر التابعة حاليا لجماعات "سلفية" لم يسمها. وذكرت مصادر فلسطينية أن عددا من عناصر هذه الجماعات السلفية "الصغيرة" كانوا أعضاء سابقين في فصائل فلسطينية، من بينها حماس والجهاد والإسلامي ولجان المقاومة الشعبية. وبمواصلتها إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة، تتحدى هذه الجماعات حركة حماس، التي تسيطر على القطاع وتسعى إلى الحفاظ على هدنة غير معلنة مع الدولة العبرية. وتؤكد حماس وجود توافق مع باقي الفصائل على عدم إطلاق الصواريخ في إطار تهدئة تسعى للحفاظ عليها، منذ انتهاء الهجوم المدمر، الذي شنته إسرائيل على غزة بين نهاية 2008 وبداية 2009. إلا أن المجموعات السلفية لا تعير هذه التهدئة أي اهتمام وتواصل إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل بشكل متقطع. وشنت إسرائيل هجوما على غزة استمر بين ديسمبر 2008 ويناير 2009، وهي الحرب، التي ردت فيها حركة حماس بإطلاق نحو 180 صاروخا وقذيفة من غزة على إسرائيل، منذ مطلع العام، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي. وأحكمت إسرائيل حصارها على غزة بعد سيطرة حماس على القطاع، إلا أنها خففت هذا الحصار تحت ضغوط دولية شديدة بعد مقتل تسعة أتراك في هجوم شنته بحريتها، في 31 ماي الماضي، على أسطول للمساعدات الإنسانية كان يريد كسر الحصار المفروض على غزة.