بعد التساقطات المطرية الأخيرة على مدينة الدارالبيضاء، فوجئ سكان حي مبروكة خلال اليومين الأخيرين، بتغير لون وطعم الماء في بيوتهم. وأكدت مصادر "المغربية" أن سكان الحي اضطروا لجلب الماء من الأحياء المجاورة، لأن أغلبهم لا يستطيعون اقتناء الماء المعدني. وعاينت "المغربية"، مساء أول أمس الخميس، عددا من السكان وهم يجلبون الماء في قارورات بلاستيكية من الحجم الكبير، وفي أدلاء بلاستيكية، كأنهم يعيشون في دور الصفيح. وقالت الحاجة يطو "اصبحنا بحال في الكاريان، الماء موسخ، آش غادي نشربوا؟ نموتوا بالعطش؟". الأمر ذاته زكاه محمد (بقال)، مؤكدا أن الماء ينزل من الصنبور وبه حثالة من التراب ومذاقه مر. وبينما كان محمد يتحدث عن تلوث الماء، أمسكت فاطنة (52 سنة) بطنها، في دلالة على أنها تعاني آلاما حادة في البطن بشربها ماء ملوثا. وقال عبدالله حموشي، أحد المتضررين، وعضو اتحاد النقابات المهنية لنقل البضائع، ل "المغربية"، إن "الماء بحي مبروكة أصبح ملوثا، وغير صالح للشرب، ما يستدعي شراء الماء المعدني، أو جلب الماء من الأحياء المجاورة"، التي لم تتضرر بفعل الفيضان. وأضاف أن الأطفال هم أكثر تعرضا للأمراض الناتجة عن تلوث المياه، كما أنهم مهددون بتسممات في حال عدم تدخل وزارة الصحة، مشيرا إلى أنه سبق لممثلي السكان المتضررين أن وجهوا رسالة إلى وزارة الصحة، لإيفاد لجنة للوقوف على الأمراض، التي بدأت تظهر في صفوف الأطفال والشيوخ، مثل ضيق التنفس والإسهال. وأكد المتحدثون أن سكانا من حي مبروكة توجهوا، صباح أول أمس الخميس، إلى المركز الصحي بالحي، لكنه كان مكتظا بالمرضى، وبعد زهاء أربع ساعات من الانتظار، عاد المتضررون أدراجهم، دون الاستفادة من العلاج. ويحمل سكان حي مبروكة مسؤولية تلوث المياه وظهور أمراض مزمنة إلى شركة "ليدك"، مشيرين إلى أنها "حفرت قناة على شكل صهريج في الحي، ما تسبب في الفيضانات الأخيرة" . وأفادت المصادر أن محامي سكان حي مبروكة بصدد رفع دعوى قضائية ضد شركة "ليدك"، لتعويضهم عن الأضرار، التي تكبدوها بسبب حفرها القناة المذكورة. وقال أحمد (بنكي)، إنه اضطر، الأحد الماضي، للاستحمام بالماء المعدني، موضحا أن صبيب المياه غير نظيف وطعمه مر. من المنتظر أن تصدر ابتدائية عين السبع، بعد ظهر أمس الجمعة، الحكم في قضية اعتقال شخصين في وقفة، نظمها سكان مبروكة، الأسبوع ما قبل الماضي، احتجاجا على تسرب المياه إلى منازلهم، وظهور شقوق وتصدعات بها.