بعد نجاح الحفلين الموسيقيين السابقين، اللذين قدمهما بالمغرب، سيحيي عازف القيثارة العالمي، آل دي ميولا، للمرة الثالثة، حفلين غنائيين، في إطار جولته الفنية "سمفونية العالم"، يوم الخميس 9 دجنبر الجاري، بمسرح محمد الخامس بالرباط ويوم الجمعة 10 دجنبر الجاري بميغاراما في الدارالبيضاء، بمبادرة من جمعية مغرب الثقافات. وسيكون الجمهور المغربي على موعد مع آل دي ميولا، الذي أتحف الجمهور من خلال حفلاته المتواصلة عبر العالم لأزيد من عقدين، إذ سيقدم وصلات موسيقية ساحرة، منبعثة من أوتار قيثاراته، خصوصا أن حفلاته السابقة تركت انطباعا جيدا لدى الجمهور، الذي تابع بحماس حفلين أحياهما في إطار مهرجان موازين، الأول في 19 ماي 2008، في حفل بمسرح محمد الخامس، حمل خلاله آل دي ميولا، رفقة الرباعي المكون من عازف القيثارة بيو ألفانسي من سردينيا، وكامبي أورتيز، قارع الطبل من نيويورك، وعازف الأكورديون الإيطالي فوستو بيكالوسي، الجمهور نحو سفر مفتوح إلى عوالم الأنغام الفاتنة. أما الحفل الثاني، فنظم سنة 2009 رفقة عازف العود سعد الشرايبي. وخلف هذا اللقاء، الذي جمع بين هرمين كبيرين في الموسيقى، ذكرى خالدة لعشاق الموسيقى، الذين حضروا هذه الأمسية، واستمتع الجمهور بحوار بين رجلين لهما مسارين منعكسين، رجلين يستعملان الخطاب نفسه، الموسيقى، لكنهما لا يعبران باللغة نفسها، وبالفعل كانت لحظات من السعادة التي طبعت الموسيقى أجواءها. وأشارت جمعية "مغرب الثقافات"، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن عازف القيثارة آل دي ميولا يعد واحدا من أعظم عازفي موسيقى الجاز المعاصر على الآلات، وأكد مرارا وتكرارا أنه ملحن معاصر وموسيقي لا يضاهى، أشاد الجميع به عبر العالم. ولد آل دي ميولا يوم 22 يونيو 1954 بنيوجرزي من عائلة إيطالية، وانطلق مشواره سنة 1974، عندما استدعاه شيك كوريا ليكون عازف قيثارة المجموعة الموسيقية "روتورن فوريفر"، أول فرقة فيزيون خلال السبعينيات من القرن الماضي. في البداية، كان آل دي ميولا شغوفا بموسيقى الكونتري، ويميل إلى "بيكينغ" ل دوك واتسون، وبعد بلوغه السادسة عشر من العمر، استهوته موسيقى الجاز عند اكتشافه لاريك وريل، الذي التحق به في نيويورك للاستفادة من نصائحه واتباع إرشاداته. وبعد دراسته بجامعة باركلي للموسيقى ببوسطن التحق، بطلب من شيكوريا سنة 1974، بالأركيسترا، التي يشرف عليها بمعية ستانلي كلارك، ورتورن فوريفير، ليسجل ثلاثة ألبومات برفقتهم منها "رومانتيك واريير". ومنذ تلك الفترة، وانطلاقا من 1976، شرع في حصد الجوائز، كما تعددت جولاته وألبوماته مع كبار موسيقيي الجاز الروك، وعزف آل دي ميولا مع كبار نجوم القيثارة. وكتب مؤرخ القيثارة، روبير لانش، عن آلدي ميولا قائلا "في تاريخ القيثارة الإلكترونية، لم يساهم أحد مثل آل دي ميولا من أجل تطوير هذه الآلة ضمن مقاربة تقنية صرفة. فتحكمه الشامل لمختلف الأساليب ومختلف المقامات يعتبر مدهشا بكل بساطة. وكان لي الشرف أنني درست أعماله طوال هذه السنوات". تباع التذاكر بسعر موحد من 200 درهم، و400 درهم، و600 درهم بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وبميغاراما بالدار البيضاء. يذكر أن جمعية "مغرب الثقافات" تأسست في جمع عام انعقد بالرباط يوم 23 أكتوبر 2001، وهي جمعية ذات غرض غير مادي، مهمتها خدمة الجمهور بجهة الرباطسلا زمور زعير، بضمان تنشيط ثقافي وفني بمستوى احترافي رفيع يليق بعاصمة المملكة. وتجسد جمعية "مغرب الثقافات" هذه المهمة النبيلة بصفة خاصة في مهرجان "موازين- إيقاعات العالم"، الذي يبرمج كل سنة خلال شهر ماي. كما تقترح جمعية "مغرب الثقافات" على مدار العام عروضا وملتقيات وحفلات موسيقية كلاسيكية، وعروضا حية من أجل تعزيز وفتح آفاق ثقافية جديدة.