تصوير: زليخة نجح رموز الأغنية المغربية الكبار في تشكيل قوة جذب خاصة ضمن فعاليات مهرجان موازين إيقاعات العالم بدورته الثامنة، على مستوى عدد من الفقرات، لتقديم أجمل لحظات الدورة.. فمساء يوم الأربعاء همت جماهير نوعية غفيرة لحضور حفل من أرقى حفلات الموسيقى والفن الرفيع العربي والدولي مع فنان مغربي كبير هو سعيد الشرايبي، فن رفيع اتخذ ألوانا عدة، حفل بموسيقى تمتح من التراث الموسيقى العربي و الفارسي والأندلسي والأوروبي والأمريكي، لكن وفق هاجس واحد هو تقديم إيقاعات جميلة راقية لجمهور نوعي خاص. تفاجئ الكثير من المتتبعين حين أضحت جنبات المسرح الوطني محمد الخامس بطوابقها الثلاث العليا مع هذا الحفل ممتلئة عن آخرها، ولامكان أحيانا للقعود حتى بسلاليم الصعود. كان اللقاء كبيرا استطاع معه الفنان المغربي سعيد اشرايبي أن يقدم أقوى ما لديه من إبداع على مستوى آلته العجيبة « العود «. قدم سعيد الشرايبي صحبة الفنان والمبدع الأمريكي الكبير ذي الأصول الإيطالية» آل دي ميولا « روائع صامتة.. توفقا هما الإثنين في إبداع عالم روحاني فريد خيم على أجواء القاعة طوال فترة المتابعة.. جمع حفل س.الشرايبي وآل دي ميولا بين عوالم موسيقية تمازج بين موسيقى الجاز وموسيقى عربية تقليدية، فنجحا في الرهان لكون العمل وراءه اسمين نجمين لامعين، سعيد.ش باعتباره أستاذا كبيرا ومن الطينة النادرة بلا منازع للعود، وآل دي ميولا باعتباره عبقري القيثارة. صفق جمهور الرباط وسلا طويلا لهذين النجمين لكونهما قدما للحضور تجربة فنية فريدة، جمعت بين عالمين لخلق روح وحدة إبداعية من عوالم شتى، بأسلوب فني متميز. وبالقدر الذي تعرف كل ألبومات المبدع الأمريكي الكبير ذي الأصول الإيطالية» آل دي ميولا « من خلال روائعه الصامتة نجاحات تجارية في جميع أنحاء العالم ، بدوره يعتبر تألق الفنان سعيد الشرايبي راسخا في المغرب كما في عدد من البلدان الأوروبية، خاصة بعد إحداثه مجموعته «ميلوديتيراني» مع وسيم صبرا في باريس، مستغلا أنواع عزف شتى:عازفي العود والبيانو والكنترباص والناي الهندي وآلة النقر.. بينما بالجهة القريبة من فضاء المسرح الوطني محمد الخامس، هناك بساحة مولاي الحسن، لم يكن ممكنا للفرد أن يمر ليأخذ مكانا عاديا لمتابعة عرس الأغنية المغربية عبر حفل الأغنية الشعبية مع الفنان عبد الله الداودي والفنانة زينة الداودية.. من اللحظات الأولى برز أن المنظمين أخطؤوا المكان والزمان في سهرة يوم أربعاء ساخنة.. آلاف الموجات البشرية قادمة من الممرات والدروب من الرباط وسلا لتصل إلى الأماكن المخصصة، وفي لحظة معينة أغرقت الأمواج البشرية الممرات، فانسدت عن آخرها، فلا سيارات تمر ولا مواطنين. لاحت الساحة المعتمدة تضيق بمراوديها، وبدأت متاعب الأمن الوطني تظهر.. هناك لا حوار، استعملت القوات المساعدة وعناصر الأمن الوطني لغة الهراوات والعصي بعدما جاءها القرار، فتعرضت نساء وأطفال وشباب للضرب المبرح.. أضحى الفضاء مشوبا بأجواء تنظيمية سيئة، وتقوى انطباع الانفلات الأمني الملحوظ.. وحين كان التلفزيون يبث بالمباشر سهرة هذا المساء بات عرس الأغنية المغربية مههد بالتوقف والفشل . كان موعد الأغنية الشعبية محطما لأرقام وانتظارات المنظمين، فحسب تصريح لمسؤول البرمجة الأغنية المغربية حسن النفالي وصلت أعداد محبي الأغنية الشعبية بفضاء مولاي الحسن إلى أكثر من 20 ألف، بينا لا يستحمل هذا الفضاء أقل من 5 آلاف.. هبت الشابات والشباب لمتابعة نجومهم المفضلين، كانت هند لهنوني المعروفة باسم شهرة «زينة الداودية» ثم الفنان عبد الله الداودي عند الموعد رغم إكراهات التنظيم. غنى الداودي للجمهور الذي أظهر افتتانا وإعجابا كبيرابه، عبر حمله لرايات ولافتات تحمل اسم هذا النجم الشعبي، غنى بعضا من أغانيه الشهيرة مثل : عيطة داودية، ولد عمي، مسكينة، هاكا ديما، شريكي، العلوة، كاين ظروف. بالمقابل غنت زينة الداودية أغاني شعبية متنوعة استجابة لمعجبيها الذين حملوا صورا مكبرة، فأدت أغاني من قبيل : عيشة، الخاين، لي مابغانا يعمى، وكشكول شعبي منوع،