لأن الموعد مع النجمة كيلي مينوغ، المغنية الأسترالية الشهيرة، التي حققت مبيعات عالمية خلال العشرين سنة الأخيرة وصلت إلى 20 مليون ألبوم، رفعتها لمدا رج القمة الفنية باعتبارها إحدى رموز» البوب ميوسيك» خلال العقود الأخيرة، لكل تلك الإعتبارات ولاعتبارات أخرى، لم تكن مساء الرباط ليلة الجمعة 15 ماي من الشهر 2009 بالعادي، خاصة في الضفة المحاذية لفندق «هيلتون سابقا» «سوفيتيل» حاليا بعد تجديده.. هناك، وسط ساحة فسيحة بالهواء الطلق مسيجة بأعمدة حديدة وأمن كثيف، هب جمهور غفير أربك بسياراته العديدة حركة السير - المنتظمة عادة بمساءات فصل الربيع الهادئة بالمدار الطرقي المعروف بالقرب من الفندق.. وصلت أعداد سيارات حجيج الجمهور إلى حدود منطقة شالة الأثرية يمينا ثم كلية الحقوق وسطا، ومستشفى السويسي شمالا، وكل جنبات محيط الفندق.. وبينما كانت الاستعدادات التقنية والتنظيمية تشارف على الانتهاء بمنصة حفل السويسي لدى اللجنة المنظمة لمهرجان موازين- إيقاعات العالم، أعلن المنشط انطلاق ليالي موازين الساخبة هذا العام بموسيقى وطرب وحب واحتضان للثقافات من قارات الدنيا الخمس.. أما منصة ضخمة، وتقننين أجانب متخصصين في تركيبها وإنزالها، ومهندسين كبار للصورة والصوت وفق أرقى المعايير الدولية، وشاشات كبرى مواظبة على تقديم الإعلانات، قدر عدد محبي المغنية الأسترالية الشهيرة بحوالي عشرة آلاف، قدموا من جهة الرباطسلا والنواحي، كما قدموا من كل ربوع المملكة.. كانت أضواء الانطلاق مثيرة، أضواء مصحوبة بتحريك مميز، فضلا عن إخراج حرفي باهر.. صفق المغاربة كثيرا لضيفة المهرجان الأولى، وصرخ الفتيات والفتيان حبا لكيلي، وهتفوا باسمها وعناوين أغانيها الشهيرة.. ثم انطلقت لحظات السهر. غنت كيلي مينوغ أغانيها الشهيرة « أي شود بي سولاكي» « إسبيشلي فور يو» « لوكوموسيون» « سبينين أراوند» « وانم نايت» « شاو كورل».. لمدة تجاوزت الساعتين، راقص جمهور الرباط إيقاعات كيلي مينوغ الفاتنة، مصحوبة بلوحات كوريغرافية معبرة جميلة، تظهر مستوى حرفية فناني الضفة الأخرى، وقوة المراس وشدة علو الكعب.. كيلي مينوغ تستحق لقب نجمة المسيرة الفنية الطويلة، والتي جعلتها تختم عقدها الرابع وهي لازالت بجعبتها الكثير من العطاء. ولدت ك.مينوغ بمدينة ميلبورن بأستراليا سنة 1968، واستهلت مسيرتها الفنية بالمشاركة في مسلسلات تلفزيونية ناجحة، مثل « ذا سوليفانس « نايبرس»، ثم انطلقت بعدها إلى مجال الغناء ، بإعادة غناء « لوكوموشن» لصاحبتها الفنانة ليتل إيفا، بعدها ستعرف نجاحات فنية في كل البلاد العالم.. كيلي مينوغ نجمة عالمية مكلفة ماليا، فرضت من أجل إقامة حفل موسيقى في دبي بجزيرة النخلة قدرا ماليا وصل إلى أربع مليون دولار فقط لغناء محدود في الزمان بمدة ساعة واحدة، حفل خصص لافتتاح فندق أتلانتيس.. غير أن موازين الرباط لم يفصح بعد عن كلفة مشاركة النجمة الأنكلوساكسوفونية. تفاعل جمهور الرباط مع النجمة العالمية كيلي، صرخت وسط صخب أداء الأغاني : « أحب المغرب» أحب جمهور المغرب» أحب جمهور الرباط».. فتجاوب معها الشباب كثيرا بالهتاف وأخد الصور عن بعد.. وجد الجمهور المغربي فيها رمز الحيوية والنجاح والعطاء الفني المميز والاستمرارية، حيث بعد عشرين سنة حافظت كيلي مينوغ على تألق قل نظيره..