مع صدور ألبومات عمرو دياب وتامر حسني وأنغام وهشام عباس التي أنبأت بانطلاق موسم الصيف الفني، بدأت الحرب الخفية للسيطرة على السوق واقتناص أكبر قدر من المبيعات، خصوصاً مع وجود "مافيا الإنترنت" التي تسرّب هذه الألبومات بعد ساعات من طرحها وربما قبل طرحها، ما يؤثر في حجم المبيعات، وهو ما وضع المطربين الآخرين في حالة الدفاع عن النفس لدرجة أن بعضهم لم يجد أمامه إلا خوض حروب خفية لرفع مبيعات ألبوماته. يؤكد موزعو الكاسيت على أن هذه الحروب الخفية بدأت بالهدايا التي تقدمها لهم شركات الإنتاج مقابل تشجيعهم الجمهور على شراء ألبوماتها. ضمن هذا الإطار يوضح عبد العزيز محمود، موزع ألبومات في حي مصر الجديدة في شرق القاهرة، أن هذه الهدايا تدفع بائع الكاسيت إلى إقناع الجمهور بشراء ألبومات معينة ويصل بعض البائعين إلى حد إخفاء ألبومات المطربين الأخرى لصالح نجوم معينين في مقدمها الألبومات الضعيفة المستوى. استئجار الواجهات من جهته يشير إسلام عبد الستار، تاجر ألبومات في حي المهندسين، إلى أنه فوجئ بمطربين يعرضون عليه أموالاً طائلة لقاء استئجار واجهة محله لعرض بوسترات لهم وحدهم لمدة شهر على سبيل المثال، ومن هؤلاء تامر حسني وسمية الخشاب وليلى غفران وعبد الفتاح الجريني ولقاء الخميسي. بدوره يوضح رامي توفيق، تاجر كاسيت في حي مدينة نصر، أن إيجار واجهة المحل لمدة شهر يتراوح بين 100 و300 دولار في الأسبوع حسب مكانة المطرب في عالم الغناء. يضيف رامي أن عمرو مصطفى من أوائل المطربين الذين ابتدعوا هذه الحيلة ليضمن أن يظل بوستر ألبومه متصدّراً واجهة المحل أطول فترة ممكنة، تبعه من ثم مطربون آخرون. أرقام وهمية ثمة حيلة أخرى يلجأ إليها المطربون وشركات الانتاج تتمثل بتسريب أرقام وهمية عن مبيعات ألبوماتهم تختلف عن الأرقام الحقيقية. أعلنت شركة "روتانا" مثلا أن مبيعات ألبوم عمرو دياب الجديد تجاوزت المليون ونصف المليون نسخة خلال عشرة أيام، بينما أعلنت شركة "مزيكا" أن مبيعات ألبوم تامر حسني تجاوزت المليونين ونصف المليون نسخة خلال أسبوع، ما يعني أن مبيعات ألبوم تامر حسني تفوق مبيعات ألبوم عمرو دياب بمليون نسخة. في المقابل يشير أحمد الشربيني، موزع ألبومات، أن مبيعات ألبوم عمرو دياب ضعف مبيعات ألبوم تامر حسني، لكنها لم تصل أبدا إلى مليون نسخة، مؤكداً أن مبيعات ألبوم "وياه" لعمرو دياب وصلت لغاية اليوم إلى 300 ألف نسخة، بينما لم تتجاوز مبيعات ألبوم "هاعيش حياتي" لتامر حسني ال 150 ألف نسخة. من جهته يؤكد تامر حسني أن لا علاقة له بهذه الحروب، فهو لا يعرف شيئاً عن تفاصيلها ولا يحتاج إلى رفع نسبة مبيعات ألبومه لأنها جيدة، وفي حال لم تكن كذلك لا يلجأ إلى هذه الحيل الرخيصة لرفعها. يضيف تامر أنه مقتنع بالمبيعات التي تعلنها شركة "عالم الفن"، لأن لا مصلحة لها في تسريب أرقام خاطئة. خارج المنافسة تؤكد ليلى غفران أنها أكبر من الخلافات بين الشركات وبين المطربين ولن تلجأ يوماً إلى تلك الأساليب الملتوية. المقولات نفسها أكدتها لقاء الخميسي، مشيرة إلى أنها جديدة في مجال الغناء وتجهل أساليب تسويق الألبومات، عادة تسأل الشركة المنتجة عن مبيعات ألبومها لتطلع على النجاح الذي يحققه. تضيف الخميسي أنها راضية عن مبيعات ألبومها كونه الأول، وأنها لا تنافس سمية الخشاب، "كل ما في الأمر أن كل واحدة منا أصدرت ألبومها الأول في التوقيت نفسه مع الأخرى". بدوره يؤكد هشام عباس أنه خارج المنافسة، يضيف: "أتحدى أي موزع ألبومات أن يذكر اسمي في هذه الخلافات أو يؤكد أنني أحتال لرفع مبيعات ألبومي، طريقتي الوحيدة اختيار الأغنيات الجيدة التي تضمن لي النجاح، الألبوم الجيد يصنع لنفسه أفضل دعاية من دون الحاجة إلى أساليب غير شرعية