مرت سنة كاملة على غرق قارب تقليدي للصيد البحري، في عرض ساحل المحيط الأطلسي بالجديدة. إذ قضى 5 بحارة نحبهم، جراء هذه المأساة، التي خلفت أسرا مكلومة. مراكب تقليدية ترسو بميناء الصيد البحري بالجرف الأصفر (خاص) وعلمت "المغربية" أن البحارة الخمسة، يتحدرون جميعهم من دوار بتراب قيادة أولاد بوعزيز الجنوبية، بإقليم الجديدة، وهم عبد العالي (23 سنة)، ويونس (23 سنة)، ومحمد (23 سنة)، ينتسبون إلى أسرة واحدة، والحسين (30 سنة)، وعبد الله (58 سنة)، كانوا غادروا، في حدود السادسة من مساء الثلاثاء 8 دجنبر 2009، ميناء الصيد البحري بالجرف الأصفر، في اتجاه الساحل الشاطئي، وذلك على متن قارب تقليدي لصيد السمك الصناعي، المتشكل أساسا من السردين، و(الشرن) و(كبايلا) وظل مالك القارب الذي يحمل اسم "بحر الغزل"، المسجل تحت رقم 1471-2-6، يربط الاتصال بواسطة الهاتف المحمول، مع البحارة الخمسة، طيلة الساعتين المواليتين لإبحارهم في رحلة الصيد، وأطلعوه بأنهم يوجدون بالساحل الشاطئي المحاذي لجماعة مولاي عبد الله. وفي الثامنة والنصف، انقطع الاتصال بهم. واعتقد مالك المركب أن السبب يكمن في كونهم خارج منطقة غير مغطاة ب"الريزو"، أو أن بطاريات هواتفهم كانت فارغة. وصباح اليوم الموالي (الأربعاء)، كان في انتظارهم بميناء الصيد البحري بالجرف الأصفر، إلى حدود التاسعة صباحا، سيما أنهم دأبوا على الرجوع في مثل هذا الوقت. ونادرا ما كانوا يصلون متأخرين، في حالة ما إذا لم يكن الصيد وفيرا، واستدعى المكوث لبعض الوقت، في عرض الساحل الشاطئي. وتوالت الدقائق إلى أن أصبحت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا. وحينها، أشار عليه حارس "المرسى" بالتوجه إلى ميناء الصيد البحري بالجديدة، ظنا منه أن البحارة قصدوه، لتفريغ حمولتهم من الأسماك، وبيعها في عين المكان. وفعلا انطلق مالك القارب صوب وجهته هذه، التي مكث فيها، إلى أن قطع الشك باليقين، وتأكد من أن لا أثر لهم. ما حدا به إلى الاتصال في عين المكان، بمندوبية وزارة الصيد البحري، وأطلعهم بالنازلة، التي خلقت حالة استنفار. ومن مقر المندوبية، حاول المسؤولون ربط الاتصال بالبحارة الخمسة، عبر جهاز اللاسلكي، الذي كانوا يحملونه معهم. إلا أن ذلك تعذر. إثر ذلك فقد الأمل في العثور عليهم، أو الاتصال بهم، واستحضارا للأسوأ، خرج أفراد مندوبية الصيد البحري، ظهر اليوم نفسه، على متن باخرة للإغاثة، جابت عرض ساحل الجديدة، ومولاي عبد الله، والجرف الأصفر. وامتدت رحلة البحث إلى ما بعد السابعة مساء، واضطروا للعودة، دون نتيجة، إلى نقطة الانطلاقة بعاصمة دكالة، بعد أن خيم الليل، وأصبحت الرؤية مستعصية في البحر الهائج. وفي اليوم الموالي (الخميس)، أعاد أفراد مندوبية الصيد البحري، الكرة، في السادسة صباحا، واستمرت رحلة البحث الشاقة، حوالي 6 ساعات متتالية، أسفرت عن تحديد موقع القارب المنكوب، الذي كان ملفوفا بشباك الصيد، على بعد 8 أميال. وكانت مقدمة القارب تطفو على سطح البحر. ولم يكن أي ناج من البحارة، أو جثثهم تطفو على سطح البحر، بجوار القارب المنكوب. واضطرت باخرة الإنقاذ للتوجه إلى ميناء الجرف الأصفر، لاستقدام المعدات اللازمة، وتعبئة البحارة والغطاسين، لانتشال القارب، وكذا، إشعار عناصر المركز البحري للدرك الملكي، الذين كانوا في حالة استنفار قصوى، ويباشرون الأبحاث، منذ أن أصبح البحارة الخمسة، في عداد المفقودين. وفي الواحدة والنصف بعد الظهر، انطلقت سفينة النجدة في اتجاه موقع القارب الغارق، وحاول المتدخلون ورجال الدرك، جره بحبل، شدوه إلى الشباك الملفوفة حول القارب. إلا أنها (الشباك) تقطعت فجأة، ما جعل القارب يغوص إلى أعماق المحيط الأطلسي. وفي اليوم الموالي (الجمعة)، حاول بعض الغطاسين الغوص إلى أعماق البحر، لانتشال القارب الذي يقبع ب 30 مترا في أعماق البحر. إلا أن ذلك كان بمثابة مغامرة غير محسوبة العواقب، سيما في حال الغوص في عمق يزيد عن 10 أمتار، وكذا، نظرا لكون الغطاسين غير محترفين، وغير مجهزين بالمعدات المتطورة.