يعيش حوالي 70 شخصا بمدينة مراكش، كانوا يعتزمون أداء مناسك الحج، خلال هذه الأيام، في دوامة حقيقية، بعد أن تبخر حلم سفرهم إلى الديار المقدسة، واكتشافوا عملية النصب والاحتيال التي تعرضوا لها من طرف شخص أوهم ضحاياه بتوفره على تأشيرات المجاملة إلى الديار السعودية لأداء فريضة الحج، بحكم العلاقة التي تربطه بأحد الأمراء الخليجيين. واستطاع المتهم، الذي يتوفر على محل لبيع الدراجات النارية بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش، كسب ثقة أحد الضحايا، خصوصا بعد مساعدة ابنه على الهجرة إلى السعودية ، بناء على عقود العمل التي يتاجر فيها، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 15 ألف درهم و20 ألف درهم، وظل يتردد على محله قبل أن يخبره مع اقتراب موسم الحج بتوفره على أزيد من 100 تأشيرة مجاملة إلى الديار السعودية. وبعد ذيوع الخبر بين أوساط الراغبين في أداء فريضة الحج، خصوصا أولئك الذين لم يكن الحظ إلى جانبهم في القرعة التي يجري تنظيمها سنويا، شرعوا في دفع جوازات سفرهم ومبالغ مالية تراوحت ما بين 20 ألف درهم و30 ألف درهم، للمتهم الذي كان يستعين بوسيط تمكن في الأخير من الفرار، في انتظار القيام بالإجراءات القانونية بالسفارة السعودية، قبل أن يفاجئوا بعد مماطلتهم بعدم وجود أية تأشيرة مجاملة، وبأنهم وقعوا ضحية نصب واحتيال. وجعلت هذه الورطة بعض الضحايا يدخلون في مفاوضات حبية مع المتهم، انتهت بإرجاعه مبلغ 325800.00 درهم وبعض جوازات السفر، ووعدهم بإكمال مبلغ 40 مليون سنتيم الذي بقي بذمته في اليوم الموالي، إلا أنهم فوجئوا أثناء زيارتهم لمحله التجاري بحي سيدي يوسف بن علي، بسفره إلى السعودية لأداء مناسك الحج، ما جعلهم يتقدمون بشكاية في الموضوع إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش. واستمع وكيل الملك إلى بعض الضحايا، الذين ينتمون إلى مناطق مختلفة بجهة مراكش –تانسيفت - الحوز، وقرر إحالة نسخة من شكايتهم على الشرطة القضائية وعناصر الدرك الملكي، لفتح تحقيق وتعميق البحث في القضية.