انطلقت، أول أمس الإثنين بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، عملية تسجيل المواطنين الراغبين في أداء مناسك الحج للسنة الجارية، على أن تنتهي عملية التسجيل في ال9 من أبريل القادم. وحددت اللجنة الملكية المكلفة بتنظيم الحج التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لائحتين لتسجيل المواطنين الراغبين في أداء فريضة الحج، لائحة للتنظيم الرسمي الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف، ولائحة تابعة لوكالات الأسفار تحت وصاية وزارة السياحة. وتثير عملية التسجيل لأداء فريضة الحج عدة خلافات بين وزارة الأوقاف ووكالات الأسفار والسفارة السعودية بالرباط. ففي الوقت الذي تتشبث فيه وكالات الأسفار بأن عملية التسجيل ينبغي ألا تبقى من اختصاص وزارة الأوقاف وتدعو، في مقابل ذلك، إلى تحرير منتوج الحج ليصبح من حق الوكالات تسجيل الحجاج وفق دفتر تحملات متفق عليه، يقول خالد بوطيب، رئيس قسم الحج بوزارة الأوقاف، إن الوزارة ليست ضد تحرير منتوج الحج، لكن نقل عملية تسجيل الحجاج إلى وكالات الأسفار سيحرم آلاف المغاربة الموجودين في العالم القروي وفي عدة مدن نائية من أداء هذه الفريضة، مضيفا، في تصريح ل«المساء»، أن وكالات الأسفار غير موجودة في كل جهات المغرب، فمعظمها يتركز في الدارالبيضاءوالرباط وبعض المدن السياحية. وحسب بوطيب، فإن النظام المعمول به حاليا في توزيع مقاعد الحج بين الوزارة والوكالات هو النظام الأكثر شفافية لأنه يسمح حتى بالنسبة إلى المواطنين من ذوي القدرة الشرائية الضعيفة بأداء فريضة الحج عبر التسجيل في النظام الرسمي للوزارة الذي يحدد أثمنة معقولة، مؤكدا أن جميع الراغبين في أداء الحج لا يمتلكون الإمكانيات المادية للتعامل مع وكالات الأسفار، خاصة أن بعضها يفرض أثمنة مرتفعة بالنظر إلى جودة خدماتها. وتحدد المملكة العربية السعودية في موسم الحج نسبة 1 في الألف من عدد سكان كل دولة، وهو ما يعني أن عدد المغاربة المسموح لهم بأداء فريضة الحج هو 30 ألف مغربي، إضافة إلى مقاعد أخرى تحمل اسم «تأشيرات المجاملة» التي تمنحها السفارة السعودية في الرباط، وهي التأشيرات التي تستفيد منها شخصيات عدة في مجال السياسة والمال والأعمال وبعض وكالات الأسفار المقربة. وذكر مصدر مطلع أن السفير السعودي منح، في السنة الفارطة، أكثر من 4000 تأشيرة مجاملة، فيما منح السنة ما قبل الأخيرة أكثر من 5000 تأشيرة مجاملة. وبينما يرى مصدر من وزارة الأوقاف أن تأشيرات المجاملة تخلق مشاكل حقيقية للوزارة من حيث تأطير الحجاج ورعايتهم والاستجابة إلى بعض مطالبهم، خاصة أن بعض أصحاب هذه التأشيرات رغم أنهم سافروا فرادى لأداء فريضة الحج خارج التنظيم الرسمي، فإنهم يصرون على الاستفادة من خدمات التطبيب والتمريض التي تقدمها وزارة الأوقاف إلى الحجاج المغاربة بالسعودية، قال عبد العزيز خداش، رئيس لجنة الاتصال للوكالة الوطنية لوكالات الأسفار، إن تأشيرات المجاملة لا تخلق أي مشكل في موسم الحج لأن الوكالات هي التي تتكفل بحاجياتهم في أحسن الظروف طيلة فترة الحج، داعيا، في تصريح ل«المساء»، إلى عدم حرمان هذه العينة من المواطنين من أداء فريضة الحج. وأضاف خداش مستغربا «غير مستساغ، مثلا، أن تستفيد وكالة أسفار لها سمعة دولية في جودة الخدمات من 45 مقعدا، فيما وكالة أسفار بخدمات متواضعة تفوز بأكثر من 60 مقعدا»، مشددا على أنه حان الوقت لنرفع شعار البقاء للأصلح في منتوج الحج بدل الإبقاء على النظام المعمول به حاليا.