اجتمع ممثلون لحركتي حماس وفتح الفلسطينيتين المتنافستين، في العاصمة السورية، في جولة جديدة من محادثات تهدف إلى محاولة تضييق الانقسامات بينهما التي ألحقت ضررا بالقضية الفلسطينية. وقال مسؤولون إن جولة المحادثات- وهي الثانية منذ سبتمبر- ستركز على القضية الشائكة المتعلقة بالسيطرة على أجهزة الأمن الفلسطينية، التي انقسمت بين قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس والضفة الغربية حيث تنشط فتح. ويتزعم فتح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي تدعمه الولاياتالمتحدة، الذي له علاقة مضطربة مع قيادات الحزب الحاكم في سوريا. وقال مسؤول في فتح رافضا اتهامات حماس بأن واشنطن تملي على فتح تحركاتها، "ندرك أن المصالحة هي مصلحة وطنية فلسطينية". ويضم وفد فتح ماجد فرج وهو مسؤول كبير بالاستخبارات الفلسطينية في حين يرأس وفد حماس موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. ولم يسمح للصحافيين بالوصول إلي المحادثات، التي تعقد في مقر لحماس على عكس الاجتماع الأول، الذي عقد في سبتمبر عندما وافق الجانبان على المساعدة في إحياء جهود مصرية لتضييق الانقسامات وأدليا بتصريحات ايجابية بشأن احتمالات المصالحة. والمحادثات بشأن التعاون الأمني كان من المقرر أصلا أن تعقد في أكتوبر الماضي لكنها ألغيت بعد أن تبادل عباس والرئيس السوري بشار الأسد في قمة عربية كلمات غاضبة بشأن (المقاومة) ضد إسرائيل. وتستضيف سوريا، التي تدافع عن مبدأ المقاومة، قيادة حماس في المنفي لكنها تسعى إلى استعادة مرتفعات الجولان المحتلة من إسرائيل من خلال مفاوضات سلام. وانهارت المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عندما انقضى تجميد إسرائيلي جزئي استمر 10 أشهر للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية في سبتمبر الماضي. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس الأسبوع الماضي إن المحادثات بشأن التعاون الأمني مع فتح قد تضيق شقة الخلافات الفلسطينية لكنه لمح إلي أن المصالحة عملية طويلة ومعقدة. والنزاع بين حماس الإسلامية التوجه وفتح التي تتبنى نهجا أكثر علمانية جلب لاعبين من المنطقة أبرزهم سوريا وإيران ومصر أصبحوا يمارسون نفوذا لم يسبق له مثيل على السياسات الفلسطينية. من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن استئناف إسرائيل للنشاط الاستيطاني يعرقل مفاوضات السلام، وإن الجانبين لا يبذلان جهد إضافيا لإحراز التقدم المطلوب. وأضاف أوباما في مؤتمر صحفي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، محطته الثانية في جولة آسيوية، أن "هذا النوع من النشاط (الاستيطان) غير مفيد على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بمفاوضات السلام". وقالت إسرائيل إنها ستتابع خططها لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة للأسر اليهودية في القدسالشرقية، وهو ما اعتبره مسؤولون فلسطينيون تقويضا لجهود السلام. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن مدينة القدس ليست مستوطنة و"هي عاصمة دولة إسرائيل،" لافتا إلى أن "إسرائيل لم توافق قط على إدخال قيود على مشاريع البناء في القدس وأنها لا ترى وجود صلة بين مسيرة السلام وسياسة التنظيم والبناء في العاصمة". وأضاف في بيان نقلته الإذاعة الإسرائيلية، ردا على الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل حول قرار بناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية، أن "سياسة حكومات إسرائيل المتعاقبة حول مسألة البناء في القدس لم تتغير منذ أربعين عاما." من جهته، أدان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح،" ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، قرار الحكومة الإسرائيلية بإقامة 1300 وحدة استيطانية في القدسالشرقية. وشدد عريقات، خلال لقائه مع السيناتور الأميركي شيرويد براون، والمبعوث النرويجي لعملية السلام، يان هانس بوير، والممثل النرويجي، تور وينسلاند، كل على حدة، على أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن هذه العطاءات الاستيطانية أثناء وجود نتنياهو في واشنطن، يؤكد أن "الحكومة الإسرائيلية اختارت الاستيطان وليس السلام".