تعكف مصر على دراسة الأسباب التي ادت لاخفاق الحوار الوطني الفلسطيني الذي انعقد الاسبوع الماضي في مصر وذلك قبل ان توجه دعوة جديدة للفصائل الفلسطينية لاستئناف حوارها. واكد الدكتور نبيل شعث ممثل الرئيس الفلسطيني في مصر عضو وفد فتح للحوار الوطني في القاهرة الاثنين على ان المسؤولين المصريين يعكفون حاليا على دراسة الاسباب التي ادت الى عدم وصول الفصائل الفلسطينية الى اتفاق رغم النتائج الايجابية التي حققها الحوار. وقال شعث للاذاعة الفلسطينية الرسمية 'القيادة المصرية تدرس كل التجربة التي مررنا بها' وذلك في اشارة الى جولة الحوار الوطني الفلسطيني التي عقدت في القاهرة خلال الاسبوعين الماضيين ولم يتم خلالها الوصول لاتفاق ينهي الانقسام ما بين غزة والضفة الغربية. وشدد شعث على ان تجربة الحوار الفلسطيني كانت 'تجربة غنية وفيها من النجاحات والصعوبات' التي تخضع حاليا الى 'دراسة مستفيضة' من القيادة المصرية 'للتجربة الماضية من الحوار الفلسطيني'. وعن اسباب دراسة مصر لتجربة الحوار الوطني شدد شعث على ان الهدف منها 'اتخاذ الاجراءات لتلافي الاشكاليات التي حدثت وتغذية عناصر النجاح' وذلك قبل توجيه الدعوة المصرية مجددا للفصائل الفلسطينية للشروع في جولة جديدة من الحوار الوطني. واضاف شعث 'اللواء عمر سليمان - مدير المخابرات المصرية الذي زار واشنطن للحصول على موافقتها على الحكومة الفلسطينية المرتقبة عن الحوار الفلسطيني- في اجتماعات متواصلة لتحضير انفسهم المصريون - للمرحلة القادمة من الحوار'، مشيرا الى انه لم يتم تحديد موعد لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني الا انه نوه الى امكانية ان يتم تحديد موعد قريب على حد قوله. ومن جهته اعلن عضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح ابراهيم ابو النجا في غزة عضو وفد فتح لحوار القاهرة الاحد انه لم يحدد موعد لاجراء الجولة الثالثة من محادثات الحوار الوطني في القاهرة، متوقعاً أن تبدأ هذه الجولة قبل نهاية الشهر الحالي. واشار أبو النجا في تصريح صحافي الى وجود نقاط خلافية احيلت الى اللجنة المرجعية، منها مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، فحماس تريدها مرجعية مؤقته، والانتخابات التشريعية على اساس التمثيل النسبي او قاعدة القائمة الواحدة، واللجنة الامنية لم تتفق على كيفية المرحلة القادمة، واعادة بناء الاجهزة الامنية على قواعد مهنية، والحكومة وبرنامجها وشكلها لم يتم التوافق عليها، اما لجنة المصالحة فقد تم الاتفاق عليها. وشدد ابو النجا على ان انتهاء المحادثات بين الفصائل الفلسطينية دون التوصل الى اتفاق سيكون خسارة ولن يكون هنالك اعمار لغزة ولن يرفع الحصار ولن تفتح المعابر، معتبراً أن الشعب الفلسطيني هو الخاسر الامر الذي اكده شعث قائلا 'لن يحدث اعمار لغزة دون حكومة فلسطينية موحدة'. ومن جهته صرح عضو اللجنة المركزية ل 'الجبهة الديمقراطية'، صالح ناصر أن مصر حتى الآن لم تحدد موعد انطلاق الحوار الوطني من جديد. وقال ناصر في تصريح صحافي مكتوب إن القاهرة ربما تحدد الموعد القادم بعد اجتماع مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان مع الأمناء العامين للفصائل أو من ينوب عنهم ، متوقعاً أن يتم هذا اللقاء في موعد قريب في القاهرة 'خلال يومين'. وأشار ناصر إلى أن الحوار الوطني حال استكماله سيتم من خلال ما تم إنجازه من قضايا وأن مصر ستواصل لعب دور مهم من أجل استكمال الحوار الوطني الذي توقف بعد اصطدام المتحاورين بقضايا شائكة لم يتم تجاوزها. واضاف ناصر 'الحوار القادم سيركز على قضايا برنامج الحكومة ومرجعية منظمة التحرير في الفترة الانتقالية والتمثيل النسبي'، لافتا إلى أن ما تم إنجازه من قضايا مرتبط بإنجاز هذه القضايا المهمة. وتابع 'قضية برنامج الحكومة لم تعد قضية فلسطينية داخلية فقط، إذ تربط كثير من الدول الاعتراف بالحكومة بالبرنامج الذي ستقوم عليه'، موضحا أن قضيتي التمثيل النسبي ومرجعية منظمة التحرير تحظيان بموافقة من جميع الفصائل ما عدا حماس. وكان مصدر مسؤول في حركة 'حماس' نفى السبت تقارير تحدثت عن أن عمر سليمان طلب فور عودته من واشنطن عقد اجتماع عاجل لقادة الفصائل الفلسطينية لاستئناف الحوار وإبلاغهم بنتائج مشاوراته في الولاياتالمتحدة.