رفع فوزي بنعلال، أول أمس الثلاثاء، الجلسة العامة لمجلس المستشارين، التي ترأسها لمدة عشر دقائق، لوقف ما أسماه محمد الأنصاري، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ب"الاستغلال المتسلط لهذه المؤسسة، لتمرير خطاب شعبوي". وجاء رفع الجلسة العامة الأولى في بداية هذه الدورة التشريعية، بعدما خرج مستشارون من الأغلبية والمعارضة عن قواعد تنظيم السير العادي للجلسة، فضلا عن انفلات ضبط تسييرها من بين يدي الرئيس الاستقلالي، بنعلال. اندلعت المواجهات الكلامية بين فرق الأغلبية والمعارضة عقب إحاطة عبد السلام اللبار، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، المجلس علما ب"الآثار السلبية لتطبيق مدونة السير"، التي قدمها الوزير الاستقلالي في التجهيز والنقل، كريم غلاب. وانبرى إدريس الراضي، رئيس فريق التجمع الدستوري الموحد، في إطار نقطة نظام، إلى مهاجمة الفريق الاستقلالي واتهامه ب"التوظيف الانتخابي لغضب المغاربة من المدونة"، قائلا بصوت مرتفع "صوتوا على المدونة، وأنتم اللي جبتوها، واش الانتخابات قربات؟". وطالب عبد المالك أفريط، عن الفريق الفيدرالي، بانعقاد لجنة المالية، لتدارس آثار تطبيق مدونة السير، مؤكدا، خلال هذه الجلسة التي كان يتابعها الشعب المغربي مباشرة على شاشة التلفزة: "اللي كانوا كيطبلوا للمدونة، اليوم كيصفقوا ضدها"، متسائلا "ما هذا التناقض؟". ورد محمد الأنصاري، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، على الهجوم، الذي استهدف فريقه بقوله "نحن ننوب عن الشعب المغربي، ونترجم طموحه"، ما أعاد الهرج والمرج إلى الجلسة، إذ ظل يطالب بحق الرد، قائلا للراضي، الذي تناول كلمة تعقيبية "هذا قمع، هذا تسلط، هذا استغلال للمؤسسة، لتمرير خطاب شعبوي". واتهم حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، الحكومة ب"التطبيق المتسرع لمدونة السير، والتسبب في إطلاق موجة جديدة من الغلاء"، معتبرا أن " تقاعس عمل الحكومة سبب تراكم المصائب على المواطنين". وكانت "المغربية" تطرقت إلى أن عناصر أمن من المفتشية العامة، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، حلت بالدارالبيضاء، في إطار عملها الاعتيادي، لمراقبة عمل رجال الأمن بعدد من المصالح، إضافة إلى رجال الشرطة المكلفين بالمرور وحركة السير، تزامنا مع تطبيق مدونة السير. وأضاف مصدر الجريدة أن اللجنة زارت مدنا أخرى، وباشرت زيارات مفاجئة لمقرات الأمن ودوائر الشرطة، وراقبت الأداء المهني لرجال الشرطة في عدد من الشوارع الرئيسية.