انتشرت، في الآونة الأخيرة، في الأوساط الفنية، عادة جديدة تتمثل في اعتذار مجموعة من الفنانين عن حضور تكريمات تهمهم، في عدد من التظاهرات الفنية الوطنية والعالمية.وشكل المهرجان الدولي لسينما المرأة، التي احتضنته مدينة سلا في الفترة الممتدة ما بين 20 و25 شتنبر الجاري، استثناء في اعتذارات الفنانات عن حضوره، عقب اعتذار كل من الفنانة المغربية سناء عكرود عن حضور تكريمها إلى جانب فريق عمل فيلم "احكي يا شهرزاد"، الذي شاركت في بطولته والذي حظي بعرضه في افتتاح المهرجان، اعتذار قال عنه عبد اللطيف العصادي، مدير المهرجان، في حديث سابق ل"المغربية"، إنه حاول إقناع عكرود بالحضور، لكنها رفضت الأمر، مؤكدة له أنها لن تشارك في أي مهرجان مهما كان في المغرب. وغابت عن المهرجان ذاته الفنانة السورية جومانة مراد، التي اعتذرت عن حضورها بعد اختيارها لعضوية لجنة تحكيم المهرجان، إذ عبرت بطلة مسلسل "باب الحارة"، في وقت سابق، عن سعادتها بهذا الاختيار، وفق بلاغ صادر عن مكتبها الإعلامي، توصلت "المغربية" بنسخة منه. كما اعتذرت الفنانة المصرية، منى زكي، عن حضور المهرجان ذاته، معللة غيابها بارتباطاتها المهنية في تصوير فيلمها السينمائي الجديد، في الوقت، الذي علمت فيه "المغربية" أن الفنانة اعتذرت بعدما علمت أنه، ستكرم إلى جانب مجموعة من الوجوه الفنية من أبطال فيلمها السينمائي "احكي يا شهرزاد". حمى اعتذار الفنانين عن تكريمهم انتقلت إلى مجموعة من المهرجانات العربية، آخرها كان حين اعتذرت "الشحرورة"، الفنانة اللبنانية صباح عن عدم حضورها في افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان الإسكندرية للأغنية، المقامة في الفترة ما بين 14 و19 شتنبر الجاري، مكتفية بإرسال كلمة مسجلة بصوتها جرى بثها خلال الحفل، في حين تسلم ابن شقيقتها جائزة تكريمها، إذ أبدت أسفها الشديد لعدم استطاعتها حضور الحفل، نظرا لعدم استقرار حالتها الصحية. كما رفضت الفنانة شادية حضور مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية، الذي قرر تكريمها في الدورة ذاتها، وآثرت عزلتها عن عالم الفن والأضواء، وفشلت المحاولات العديدة من قبل رئيس المهرجان والقائمين عليه في إقناعها بالحضور لتكريمها على مسيرتها الفنية الطويلة، التي قدمت خلالها مئات الأغنيات المتنوعة. كما اعتذرت "سيدة الشاشة العربية"، الفنانة المصرية فاتن حمامة، عن حضور تكريم لها في افتتاح الدورة السادسة لمهرجان دبي الدولي السينمائي، السنة الماضية، وهو ما عوضته إدارة المهرجان بتكريمها في بيتها بالعاصمة المصرية القاهرة، كما أرسلت شريط فيديو جرى عرضه في افتتاح المهرجان، تعتذر فيه عن عدم حضورها. من جهة أخرى، كان الفنان المغربي، محمد مفتاح، أثار، في وقت سابق، إشكالية كثرة التكريمات، التي أضحت "موضة" في الآونة الأخيرة لدى العديد من التظاهرات الفنية والثقافية، مشيرا إثر تكريمه في الدورة الأولى للملتقى الدولي للسينما عبر الصحراء، الذي احتضنته مدينة العيون، إلى أنه حان الوقت لإعادة النظر في مسألة التكريمات، وإيلائها أهمية قصوى، خاصة في ظل وجوه فنية أضحت تكرم ومازالت في بداية مسارها الفني. ولم يخف الفنان المغربي، في حديث سابق ل"المغربية"، أن قيمة الجوائز والهدايا الممنوحة في مناسبات التكريم لا تتناسب أحيانا مع الوجوه المكرمة، قائلا: "بركة من التكريم بالبراد والصينية"، إذ من الواجب أن يشكل التكريم مناسبة للنهوض بالوضع الاجتماعي للفنان. وكانت مجموعة من التظاهرات الفنية عرفت، في الآونة الأخيرة، اعتذار عدد من النجوم على حضورها، مبررين ذلك بعدد من الحجج، من أبرزها ارتباطات مهنية، أو ظروف مهنية، في الوقت الذي تتحدث فيه أخبار مصاحبة لذلك عن وجود خلافات أو أخبار شخصية بين المنظمين والمكرمين. مقابل ذلك، شكلت هذه الاعتذارات مواد دسمة لتبادل أطراف الحديث في مختلف مواقع الدردشة والتواصل على شبكة الأنترنت، إذ بات معجبو هؤلاء الفنانين ينصبون أنفسهم للدفاع عن اختيارات نجومهم، في حين، انتقد عدد مهم ما وصف ب"موضة" المهرجانات لجلب أنظار المتتبعين وكذا وسائل الإعلام لتغطية هذه الأحداث، سواء داخل أو خارج المغرب. تجدر الإشارة إلى أن عددا من المهرجانات الوطنية والدولية باتت تبرمج فقرة "التكريم"، ضمن برامجها الرسمية، وعادة ما تكون في حفلات الافتتاح أو الاختتام، أو إقامة حفلات خاصة بهذه المناسبة ضمن البرنامج العام لهذه التظاهرات.