تكريم المصرية سوسن بدر والفرنسية جاكي بويي وسط هتافات وتصفيقات جمهور غفير احتشد أمام مدخل المركب السينمائي هوليوود بمدينة سلا، مشى فوق السجاد الأحمر أول أمس الإثنين، نخبة من الفنانات والفنانين العرب والمغاربة والأجانب، بمناسبة افتتاح الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق من 20 إلى 25 شتنبر الجاري. وتفاعل شباب وأطفال حي كريمة الشعبي والأحياء المجاورة بشكل حماسي، على غرار ما هو معروف في مهرجانات عالمية مماثلة، مع مختلف الفنانين خاصة الذين خلفوا انطباعا جيدا من خلال أعمالهم الأخيرة سواء السينمائية أو التلفزيونية. ولم يتردد هؤلاء الفنانين والفنانات في مصافحة الجمهور أمام عدسات الكاميرات والمصورين الصحفيين الذين حجوا بكثافة لتغطية هذه التظاهرة الفنية التي أصبحت موعدا سنويا، حسب ما أعلنه عمدة مدينة سلا نور الدين الأزرق خلال كلمته الافتتاحية والتي أعلن من خلالها عن مجموعة من المشاريع التي ستعزز البينة التحتية الثقافية بمدينة سلا من قبيل مشروع بناء مسرح كبير بمقاطعة بحي بطانة قال إنه سيكون من أكبر المسارح على مستوى جهة الرباطسلا زمور زعير، بالإضافة إلى مركبين ثقافيين، واحد منها بمقاطعة تابريكت الوسطى، كما أعلن العمدة أن قاعة سينما المالكي بالمدينة العتيقة ستكون جاهزة للعرض خلال الدورة الخامس العام المقبل وذلك من خلال عملية التأهيل التي ستعرف هذا الموسم حيث ستتحول إلى فضاء سينمائي مشابهة لفضاء هوليوود. من جانبه، ذكر نور الدين اشماعو، رئيس جمعية أبي رقراق، ورئيس المهرجان، إن المهرجان يسعى إلى أن يكون «شاشة للمرأة بامتياز ومرآة لقضاياها وانشغالاتها»، كما يحرص على الاحتفاء بعدد من المبدعات اللواتي ساهمن في النهوض بالمجال السينمائي وطنيا ودوليا اعترافا بعطاءاتهن، مؤكدا على أن المهرجان يعد عشاقه بفرجة من المستوى العالي، مشيرا إلى اختيار السينما الإيطالية كضيف شرف لنسخة هذه السنة، هو اعتراف بالعطاءات الغزيرة والمتميزة لرواد السينما الإيطالية. من جانب أخر، اعتبر اشماعو أن إدارة المهرجان كسبت رهان إعادة تأهيل فضاء هليود التابع للجمعية خاصة بعد إغلاق كل القاعات السينمائية بالمدينة، مشيرا إلى أن هذا الفضاء سيشرع في تقديم العروض السينمائي واحتضان العروض المسرحية والسهرات الفنية ابتداء من 15 أكتوبر المقبل. وقد تميزت هذه الدورة بتكريم كل من الفنانة المصرية سوسن بدر والمديرة الفنية للمهرجان الدولي لأفلام المرأة بكريتيي الفرنسية جاكي بويي اللتان خدمتا، وما زالاتا، قضايا المرأة كل من موقعها. خلال حفل التكريم اعتبر الصحفي والناقد السينمائي المصري مصطفى ياسين في كلمة له بالمناسبة، أن الفنانة سوسن بدر «نجمة من طراز خاص شكلها فنها مثل قصة حب تتسلل تحت جلد أي شخصية تؤديها «، مضيفا أن تكريمها في مهرجان سلا هو تكريم للعطاء والإخلاص ولمسيرة فنية أبهرت خلالها الجمهور بأدائها لأدوار مختلفة. وشاركت سوسن بدر في أزيد من 120 عملا فنيا، (أكثر من 45 عملا سينمائيا وأكثر من 70 مسلسلا وما يزيد عن خمس مسرحيات) وتم اختيارها سنة 2003 كأفضل ممثلة مسرحية عن مشاركتها في مسرحيتي «الملك لير» و»كوكب مبكي»، كما حازت على العديد من الجوائز. يشار إلى هذه الفنانة التي يلقبها النقاد ب «نيفرتيتي السينما المصرية»، التحقت بالعمل في المجال السينمائي بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1979 حيث شاركت في أول عمل سينمائي بعنوان «حبيبي دائما»، كما تألقت في أول أدوارها المسرحية في عمل بعنوان «سهرة مع الضحك» ، ووقفت بعد ذلك على الخشبة في أعمال أبرزها «الأرض لا تنبت الزهور». وبخصوص تكريم مؤسسة ومديرة المهرجان الدولي لأفلام المرأة بكريتيي الفرنسية جاكي بويي التي وصفتها المخرجة التونسية نادية الفني خلال الحفل ذاته بالمرأة التي استطاعت ، بفضل إصرارها ، أن تنجح تظاهرة فنية بحجم المهرجان الدولي لأفلام المرأة بكريتيي (فرنسا) الذي تطرق طيلة 30 سنة لقضايا المرأة. وقد كرست جاكي بويي حياتها للنهوض فنيا بأوضاع المرأة والدفاع عنها والعمل على اكتشاف ثقافات ومجتمعات مغايرة ، حيث اهتمت منذ تأسيسها سنة 1979 للمهرجان الدولي لأفلام المرأة بكريتيي بالأعمال الفنية التي تعالج قضايا ذات الصلة بالمرأة. وخلال حفل الافتتاح الذي حضره إلى جانب وزير تحديث القطاعات العامة سعد العلمي وعامل عمالة سلا ومنتخبي المدينة، نخبة من الفنانين المغاربة والأجانب، عرف تقديم أعضاء لجنة التحكيم برئاسة الروائية والممثلة الفرنسية ماشا ميريل، وعضوية كل من الفنانة المغربية سناء موزيان والفنانة المصرية سمية الخشاب والفنانة أنا باستور من إيطاليا، بالإضافة إلى عضوية الفنانتين تيريسا فيلافيردي من البرتغال، وفيرونيك موندوكا من الكاميرون. يشار إلى هذه الدورة ستعرف مشارك 12 فيلما في المسابقة الرسمية وهي « لا بيفيلينا» للمخرجين تيزا كوفي ورينير فريميل (إيطاليا)، و « لاتيسوز» (النساجة) للمخرج وانغ كوا نان (الصين)، و « الفتاة الأكثر سعادة» لرادو جود (رومانيا)، و» فستان المساء» لمريم عزيزة, (فرنسا)، « وولد وبنت» لكريم العدل (مصر)، و» حياة جديدة» للمخرج أوني لوكونت (كوريا)، و «لا نانا» للمخرج سيباستيان سيلفا (الشيلي) و «»مان أون دوبريدج» ( رجل فوق الجسر) لأصلي أزغو (تركيا)، و « بوزل « (اللغز) لناتالي سميرنوف (الأرجنتين), و « أورلي» لانجيلا شناليك (ألمانيا), ثم « لونيغ» لأناييس لافاليت ( كندا). ويشارك المغرب في هذه المسابقة بفيلم «الدار الكبيرة» للمخرج لطيف لحلو ، وتمثل هذه الأفلام التنوع الثقافي والإبداع السينمائي الذي يتطرق لموضوع المرأة، سواء كان من طرف مخرجين رجال أو نساء. وستتنافس هذه الأفلام على جوائز المهرجان وهي الجائزة الكبرى وقيمتها 50 ألف درهم، وجائزة لجنة التحكيم وقيمتها 30 ألف درهم ،وجائزة السيناريو بقيمة 20 ألف درهم بالإضافة إلى جائزتي أحسن دور نسائي ودور رجالي بقيمة 15 ألف درهم لكل منهما. وقد افتتحت الدورة بفيلم «احكي ياشهرزاد» للمخرج يسري نصر الله,، بحضور بطلاته سوسن بدر ورحاب الجمل بالإضافة إلى الفنانة المغربية سناء عكرود التي لم تتمكن من الحضور.