احتشدت جماهير واسعة من الشباب، مساء أول أمس الاثنين، أمام مدخل سينما هوليوود، بحي كريمة الشعبي، بمدينة سلا، في فضاء ثقافي وسينمائي جديد، دشن بمناسبة الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة. وينظم المهرجان تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، من طرف جمعية أبي رقراق، بتنسيق مع المركز السينمائي المغربي، إلى غاية 3 أكتوبر. وتأخرت هذه الدورة بسنة، لغياب قاعة سينمائية صالحة لاحتضان المهرجان، بعدما أغلق المركب السينمائي "الداوليز" قاعاته بسلا، بسبب هجر الجمهور للقاعات السينمائية. وكان استقبال جماهير الشباب للفنانين المغاربة، والعرب، والأجانب، المشاركين في المهرجان، متميزا، وعبر الحاضرون عن إعجابهم ببعض الفنانين، بالهتاف والتصفيق، وعن تذمرهم من أداء البعض، خاصة أولئك الذين شاركوا في أعمال تلفزيونية ضعيفة خلال رمضان. وانتقد نور الدين الأزرق، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة سلا، في كلمة له، المسؤولين، الذين سبقوه، بسبب "ترك شباب المدينة عرضة للضياع" لغياب الفضاءات الثقافية والفنية المناسبة، ووعد بتجهيز مدينة سلا بالفضاءات اللازمة، مثل المركب الثقافي بحي تابريكت، وإعادة هيكلة وإعداد 3 قاعات سينمائية مغلقة بالمدينة، وجعلها فضاء للإنتاج والعرض الفني والثقافي، في أفق 2015، وستكون قاعة سينما الملكي، بالمدينة العتيقة، جاهزة في الدورة الرابعة للمهرجان. وتحدث نور الدين اشماعو، رئيس جمعية أبي رقراق، ورئيس المهرجان، عن إفلاس كافة القاعات السينمائية بسلا وإغلاقها، وعن مبادرة الجمعية لكراء سينما هوليوود، وإعادة تأهيلها، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجلس الجهة، والجماعة الحضرية، ومجلس عمالة سلا، ومجلس مقاطعة تابريكت، والمركز السينمائي المغربي، لدعم المهرجان ، و"السعي إلى أن تصبح سلا قلعة سينمائية، وشاشة للمرأة، ومرآة لقضاياها وانشغالاتها". وأضاف أن المهرجان "مناسبة لتكريم نساء ساهمن، بسخاء، ونكران ذات، في النهوض بالمجال السمعي البصري، والمجال السينمائي، خاصة"، معربا عن الأمل في أن "يدعم المركز السينمائي المغربي، والمؤسسات الحكومية، والمجالس المنتخبة، والشركات المحتضنة، هذه التظاهرة الدولية، حتى تنتظم سنويا". أما نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، فتوجه إلى وزيري الاتصال والثقافة، الحاضرين في افتتاح المهرجان، وطالبهما ببذل المزيد من الجهود للنهوض بالسينما المغربية، وبعث الحياة في العديد من القاعات المغلقة، المتميزة بمعمارها الجيد، عبر ترميمها، وفتح أبوابها أمام الجمهور. وأضاف أن "المغرب في طريق التموقع في المراتب الأولى على مستوى العالم العربي، فهو ينتج الآن 100 شريط قصير سنويا، 40 منها لمخرجات شابات، وأعدادا مهمة من الأشرطة الطويلة". وبمناسبة الذكرى الخمسينية للسينما المغربية، جرى تكريم 7 مخرجات مغربيات هن: فريدة بورقية، وفريدة بليزيد، وإيمان المصباحي، ونرجس النجار، وزكية الطاهري، وليلى كيلاني، وياسمين قصاري، التي تعذر عليها الحضور لتسلم جائزة المهرجان، "الشهدة الذهبية" لمدينة سلا، التي منحت، أيضا، للمخرجة الفلسطينية، علياء أراسوغلي. وضمت لجنة التحكيم 7 نساء، هن، إيزولد بارث (ألمانيا) رئيسة، وصولفييك أنسباش (إيسلندا)، ويامنة الشويخ (الجزائر)، ودانا شوند يلمايير (الولاياتالمتحدة)، وساندرين راي (فرنسا)، وعلا الشافعي (مصر)، وإيمان المصباحي (المغرب). وفي ختام حفل الافتتاح، عرض فيلم "أميركا" للفلسطينية شيرين دعبيس، من إنتاج مشترك لفلسطين، وأميركا، وكندا، والكويت، وهو أحد الأشرطة الفلسطينية المحتفى بها في الدورة الثالثة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة، كضيف شرف.