أشاد عدد من المشاركين في المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا بتيمة المهرجان وتركيزه على المرأة في السينما سواء من خلال حضورها كموضوع في فيلم أو كمبدعة في التمثيل أو الإخراج. وقال مدير المهرجان، عبد اللطيف العصادي خلال كلمة له أول أمس السبت بالحفل الختامي للتظاهرة، بأن المهرجان يهدف من خلال التركيز على المرأة، إلى النهوض بقضاياها وانشغالاتها وإشراكها في تحمل مختلف المسؤوليات. وأشار الناقد السينمائي، المختار آيت عمر في تصريح لالتجديد بأن الأفلام الإثنا عشر المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان كشفت مجموعة متنوعة من الأوضاع والمشاكل الإجتماعية والنفسية التي تعاني منها المرأة في مختلف أنحاء العالم، مضيفا بأن السينما لا تغير الواقع بشكل مباشر ولكن من خلال كشف وتعرية الإختلالات والعوائق المتعلقة بوضع معين، بقصد مناقشتها وتسليط الضوء عليها. وأكد آيت عمر أن هناك عددا من الأفلام المغربية التي فيها حضور خاص للمرأة، خاصة في السنوات العشر الأخيرة، والتي تناقش وضع المرأة في مختلف تجلياته، مشددا على أن هذا الحضور يعكس التحولات الإجتماعية التي يعرفها المجتمع المغربي، والتي ستفرز مواقف متعارضة فيما يتعلق بعدد من القضايا. من جهته أكد الناقد السينمائي، مصطفى الطالب في اتصال لالتجديد بأن المهرجان يمشي في الإطار الصحيح، منوها بعدد من الأفلام المشاركة خلال المسابقة الرسمية للمهرجان في دورة هذه السنة والتي قال أنه ركزت في عدد كبير منها على الأسرة ومشاكلها، مضيفا بأنه كان هناك حضور لافت للجانب التربوي في هذه الأفلام، وقال الطالب أنه كان يفضل لو استبدلت الندوة التي كانت حول واقع ومستقبل القاعات السينمائية بالمغرب، بندوة حول صورة المرأة العربية في السينما والإعلام، بسبب ما زالت تواجهه من إشكالات. وعرفت سينما هوليود بمدينة سلا، حضورا كبيرا ليلة أول أمس السبت لعدد من الفنانين والمهتمين بالمجال السينمائي، الذين قدموا للمشاركة في الحفل الختامي للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا. وارتفع تصفيق الحضور بشدة عند الإعلان عن الفائزين بجوائز المهرجان حيث كانت الجائزة الكبرى للمهرجان من نصيب فيلم حياة جديدة، وهو إنتاج مشترك بين كوريا الجنوبية وفرنسا. واختارت لجنة التحكيم، إلى جانب جوائز المهرجان الخمسة، أن تمنح تنويها خاصا بعدد من الأطفال الممثلين في الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، والذين قالت عنهم الممثلة المصرية وعضوة لجنة التحكيم، سمية الخشاب، عند إعلانها عن قرار اللجنة، بأن أداءهم اتسم بالصدق والشفافية والعفوية، مما جعلهم يبرزون من خلال أدوارهم المتنوعة. كما تم تكريم المنتجتين سعاد لمريكي من المغرب وبينيديكت بيلوك من فرنسا، اللتين تملكان شركة إنتاج مشتركة منذ سنة .1999 وحضر حفل الإختتام، وزير الإتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري ووزيرة التنمية الإجتماعية والأسرة والتضامن، نزهة الصقلي وعددا كبيرا من الفنانين والمخرجين والعاملين بالحقل الفني والسينمائي إلى جانب الإعلاميين والنقاد الفنيين ، حيث حضر كل من الفنانة حبيبة مدكوري ونزهة الركراكي إلى جانب محمد الجم وهشام بهلول...والإعلامية فاطمة النوالي بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين العرب والأجانب. وكان مثيرا للإهتمام حضور اللغة الفرنسية بشكل طغى وغطى في أغلب الوقت على اللغة العربية، فرغم محاولة الإذاعي محمد عمورة، مقدم الحفل أن يدفع المنتجة المغربية سعاد لمريكي إلى الحديث باللغة العربية عند تكريمها، إلا أنها اختارت الحديث بالفرنسية، عكس شريكتها الفرنسية بينيديكت بيلوك، التي حاولت ولو بعربية ركيكة أن تجامل الجمهور الحاضر بإلقاء جملتين باللغة العربية لتشير إلى أنها بنت البلاد، حيث أنها ولدت وترعرعت بمدينة الدارالبيضاء. يشار إلى أن الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا امتد طيلة الأسبوع الماضي في الفترة ما بين 20 و25 من شهر شتنبر الجاري، حيث عرف عرض 12 فيلما في المسابقة الرسمية للمهرجان وتكريم أربعة نساء تشتغلن بالمجال السينمائي في كل من المغرب ومصر وفرنسا، إلى جانب تنظيم أنشطة موازية تمثلت في عرض أفلام إيطالية، كانت ضيفة المهرجان، وكذا أفلام قصيرة بالإضافة إلى إقامة ورشات تعليمية خصت كتابة السيناريو وتطوير وصياغة الأفكار السينمائية.