تتواصل بمدينة سلا فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يعد نافذة سنوية على إبداعات السينما العالمية، بمشاركة عدد من الفنانين المغاربة والأجانب، وبعرض مجموعة من الأفلام التي تعالج قضايا المرأة. ويولي المهرجان هذه السنة اهتماما كبيرا لسينما الواقع، التي تقدم أفلاما اقتربت من الحياة اليومية للناس ورصدت الواقع بأمانة، كما ناقشت قضايا هامة بكل جرأة وبدون روتوشات. + قضايا المرأة ..أولوية المهرجان + وتعتبر قضايا المرأة القاسم المشترك بين الأفلام المعروضة في إطار هذا المهرجان الذي ستختتم فقراته غدا السبت بعرض الشريط الفرنسي "كل ما يلمع ليس من ذهب" لجيرالدين نكاش وهيرفي ميمران. وقد طرحت هذه الأعمال الفنية مجموعة من الإشكاليات بلغة سينمائية شفافة استقطبت اهتمام جمهور مدينة سلا الذي يتوافد كل يوم على فضاءات العرض لمشاهدة أفلام أغلبها يعرض لأول مرة. وتفاعل الحضور مع هذه الأفلام وهي ثمرة نجاح مبدعات ينحدرن من دول وثقافات مختلفة، الشيئ الذي جعل من فترة عرض هذه الأفلام فسحة للتعرف على أساليب سينمائية مختلفة واكتشاف أفكار وقضايا جديدة. وكانت بصمة المرأة قوية في كل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، سواء كممثلة أو مخرجة أو كاتبة سيناريو أو منتجة أو موزعة، حيث أكدت أنها قادرة على تقديم إنتاج سينمائي متكامل وغزير. + فضاءات عرض متنوعة + واستمتع الجمهور بمتابعة هذه الأفلام في فضاءات متنوعة للعرض، حيث كان إشراك الجميع في فعاليات المهرجان حلما لا طالما راود منظمي هذه التظاهرة ، الذين حرصوا على الخروج عن جدران القاعات السينمائية لتحقيق تواصل أفضل وأوسع مع مختلف الفئات خاصة الشباب. ولم تعد مشاهدة الأفلام مقتصرة فقط على قاعة هوليود، بل انضافت فضاءات أخرى للعرض كمركب محمد حجي وسينما الهواء الطلق في قرية أولاد موسى وبوقنادل التي تميزت بحضور مكثف لساكنة المنطقة. وتستجيب فضاءات العرض لكل متطلبات الجمهور من حيث جودة الصورة والصوت وآليات للعرض، الشيء الذي جعل المتتبعين لفقرات هذه التظاهرة الفنية في تزايد مستمر. + فقرة خاصة بالسينما الإيطالية ضيف شرف المهرجان + ولتعريف الجمهور بالسينما الإيطالية التي تم اختيارها هذه السنة ضيف شرف للمهرجان، تم تخصيص فقرة خاصة بها من خلال برمجة خمسة أفلام طويلة لخمسة مخرجات من هذا البلد المتوسطي. وتشكل هذه الفقرة المتميزة مناسبة لاكتشاف خمسة أفلام تنتمي لأربعة أجناس مختلفة وهي الكوميديا التاريخية مع فيلم "رائدة فضاء" لسوزانا نيكياريللي والدراما الاجتماعية مع "أشبه بالظل" لمارينا اسبادا و"بيلو الدخر الأعظم" للاورا موسكاردي، بالإضافة إلى الوثائقي مع فيلم "استماتة" لأنا نيكري. وتبرز هذه الأعمال أن مسار السينما الإيطالية يتميز بالبحث المتواصل عن أساليب سينمائية جديدة وبفلتاتها المنفردة التي لن يطالها النسيان مع مرور السنين، مؤكدة حضورها كسينما ذات إمكانيات ومؤهلات هائلة. + لمحة موجزة عن الفيلم القصير المغربي + وبالإضافة إلى برمجة فقرة خاصة بالسينما الإيطالية سيكون الجمهور وضيوف المهرجان من سينمائيين ومبدعين على موعد اليوم الجمعة، مع فقرة أريد لها أن تكون نافدة مفتوحة على أفلام مغربية قصيرة. وهذه الأفلام وإن لم تكتبها أو تخرجها أو تنتجها نساء فهي تتناول المرأة وعوالمها وهواجسها ويحضر فيها الحس النسائي بشكل مكثف، وقد قام بتشخيص الأدوار فيها عدد من الفنانات والفنانين من أجيال مختلفة. وحسب المنظمين فإن الهدف من هذه النافذة هو إلقاء نظرة على ما تحضره مختبرات السينما المغربية حول قضايا المرأة وكيف تعالجها وطبيعة الحضور النسائي في هذه السينما مستقبلا. ويتعلق الأمر بعرض ومناقشة فيلم "دعوة" لسميرة حيمر، و"فاطمة" لسامية الشرقيوي و"كامبي وجميلة" لسعاد حميدو و"الروح الضائعة" لجان بحار و"تيكبريك" لصوفيا الشاوي. + تكريم خاص بالمبدعات + واعترافا بالمجهودات التي تبذلها المرأة لتقديم أعمال سينمائية ترضي جميع الأذواق، اختار المهرجان أن يكرم كل سنة مبدعات من دول مختلفة احتفاء بما قدمنه في مجال الفن السابع، حيث ساهمن سواء أمام عدسة الكاميرا أو خلفها في جعل أحلام السينما ممكنة. وإذا كان حفل الافتتاح قد تميز بتكريم الفنانة المصرية سوسن بدر والمديرة الفنية للمهرجان الدولي لأفلام المرأة بكريتيي جاكي بويي، فإن حفل اختتام الدورة الرابعة للمهرجان سيتميز بتكريم سعاد لمريكي وبينيديكت بيلوك. ليبقى بذلك المهرجان الدولي لفيلم المرأة وفيا لشعاره "سلا قلعة السينما" التي تحتضن أعمال فنانين وتستضيف سينمائيين على مدى أسبوع تقريبا احتفاء بالفن السابع وبالإبداع والعطاء المتواصل.