شهدت مختلف مدارس تعليم السياقة بالدارالبيضاء، خاصة في مقاطعات سيدي عثمان، وابن امسيك، والحي الحسني عين الشق، والبرنوصي والحي المحمدي، حالة من الازدحام، إذ بات يتوافد عليها عدد كبير من الراغبين في الحصول على شهادة السياقة قبل تفعيل مدونة السير الجديدة، في فاتح أكتوبر.وأرجع بعض المتتبعين حالة الاكتظاظ إلى وجود أبناء الجالية المغربية بالخارج، الذين يفضلون اجتياز امتحان السياقة ببلدهم، وفي ظرف وجيز، لكن تبين أن أغلب المواطنين، على اختلاف أعمارهم، توافدوا بشكل غريب على مدارس السياقة، خوفا من أن يصبح قانون السياقة صعبا بمجرد تطبيق مدونة السير، واعتماد إجراءات صارمة تمنع الأميين من اجتياز الامتحان. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا، حين اصطف عشرات المواطنين، أغلبهم شباب، يتأبطون ملفات بيضاء خاصة بالفحص الطبي لقياس النظر، في مستشفى سيدي عثمان، بالدارالبيضاء، ينتظرون فتح شباك صغير لدفع ثمن الفحص الطبي، المحدد في مبلغ 100 درهم. بعد طابور دفع المبلغ، والحصول على وصل، يتعين على المترشح أن يصطف، من جديد، أمام غرفة الفحص الطبي لقياس النظر. محنة المترشحين لاجتياز امتحان السياقة تزداد يوما بعد يوم، إذ يتوافد على تلك المراكز، خلال اليوم الواحد، حسب بعض أصحاب سيارات التعليم، أزيد من 30 شخصا من أجل التسجيل للحصول على رخصة السياقة، وضعف هذا العدد يأتي فقط للاستفسار والسؤال حول ثمن تعلم السياقة، وكيفية تلقين الدروس بواسطة الأقراص المدمجة، معتبرين الازدحام والاكتظاظ في بعض مدارس تعليم السياقة ناتج عن فهم خاطئ لمدونة السير الجديدة لدى العديد من المترشحين. تقول (ن.ن)، حاصلة على شهادة الباكلوريا شعبة علم الحياة، إنها تسجلت بمدرسة تعليم السياقة في اسباتة، مباشرة بعد حصولها على الباكلوريا، لتحصل على رخصة السياقة في غشت المنصرم، لكنها فوجئت بموعد اجتياز امتحان السياقة في أكتوبر المقبل. لكن (ن.ن) كانت أحسن حالا من العديد من المترشحين، الذين وضعوا طلبات الترشيح، وفوجئوا بطول المدة، المحددة في الفترة بين دجنبر 2010 ويناير 2011. تقول هند.ب، طالبة بكلية العلوم ابن امسيك، بصوت مرتفع، "بغيت ندوز الامتحان في أكتوبر، أو دابا عطاوني حتى ليناير".وتتحدث هند، وعلامات الخوف بادية على وجهها الشاحب، عن امتحان الحصول على رخصة السياقة وكأنها ستجتاز امتحان الباكلوريا، مرددة "عرفتي ايلا دوزت بعد أكتوبر، الامتحان غادي يصعاب". وقبل أن تتم هند كلامها الممزوج بالخوف والحسرة، قاطعتها نادية، معلمة، بصوت حزين، "أنا عطاوني شهر يناير، بزاف وإيلا تطبق علي القانون الجديد، أش غادي ندير؟". ورغم تطمينات أصحاب مدارس تعليم السياقة لزبنائهم بأن سبب تأخير مدة اجتياز الامتحان يعود إلى كثرة المترشحين، إلا أن أغلبهم يطالبون باجتياز الامتحان في شتنبر الجاري، ما يخلق لأصحاب تلك المدارس إحراجا كبيرا في التوجه إلى مندوبية وزارة النقل لطلب التعجيل بموعد اجتياز الامتحان. للمزيد من المعلومات، اتصلت "المغربية" بمسؤول في مندوبية وزارة النقل بالبيضاء، لكن الهاتف ظل يرن دون رد، بينما أكد أحد العاملين بالمندوبية، ل"المغربية"، أن أزيد من 40 مرشحا لامتحان الحصول على رخصة السياقة يجتازون الامتحان يوميا في قطاع ابن امسيك سيدي عثمان، أي بمعدل 200 شخص في الأسبوع. من جهته، قال سعيد حسبان، صاحب مجموعة مدارس لتعليم السياقة، ورئيس مقاطعة الفداء، إن اجتياز امتحان رخصة السياقة لا علاقة له بمدونة السير، التي تتعلق بسلوكات السائق في السير والجولان، مضيفا أن المدونة لها ضوابط قانونية، تسري على الجميع، الحاصلين على رخصة سياقة جديدة أو قديمة. وأرجع حسبان خلط بعض المواطنين بين مدونة السير و"كود روسو" إلى الجهل بمضامين المدونة، مشيرا إلى أن التوافد الكبير على مدارس السياقة تسبب في طول مدة اجتياز الامتحان. وقال إن "كود روسو يعرف تغييرا، خلال فترة اجتياز الامتحان كل سنة أو ثلاث سنوات، تماشيا مع مستجدات الحالات الجديدة المتعلقة بالسلامة الطرقية.