سي عبد الرحمان، خياط عصري بدرب "البحيرة" بالمدينة القديمة، بالدارالبيضاء، يمارس هذه المهنة منذ سنة 1947، أب لخمسة أفراد، كلهم يعيشون ويدرسون بفضل المدخول البسيط لهذه الحرفة، التي تعلمها والدهم في مراكش، عندما كان يشتغل مساعدا لخياط يهودي. سي عبد الرحمان داخل محله بالمدينة القديمة بالبيضاء (خاص) عبد الرحمان تحدث، ل"المغربية"، بتأسف، عما آلت إليه هذه الحرفة في السنوات الأخيرة، إذ تراجعت بشكل لافت مقارنة مع فترة الازدهار، التي عاشتها إلى حدود الثمانينات، بحيث بات الناس يبحثون عن الملابس الجاهزة، التي غزت السوق، والتي تُصنع في البلد أو تستورد من الخارج. ولعبت الأثمنة البخسة لهذه الملابس، حسب سي عبد الرحمان، دورا سلبيا في استغناء عدد من الزبناء عن الخياط العصري، إذ أصبح أغلبهم يفضل الكسوة الصينية، التي لا يتعدى ثمنها 500 درهم، في الوقت الذي تساوي عند الخياط العصري، الذي يسهر على تصميمها وخياطتها، ما يناهز 1000 درهم، وتزداد قيمتها حسب جودة الثوب ونوعية الخياطة. عندما زارت "المغربية" محل سي عبد الرحمان، لاحظت أن هناك إقبالا ملحوظا للزبناء، الأمر الذي فسره صاحبنا بأنه إقبال مؤقت، يتزامن واستعداد الناس لاستقبال عيد الفطر، إلا أنه أكد أن هناك زبناء أوفياء للخياطة العصرية، من الجيل القديم والجديد.