أحمد كنز وجه رياضي بكل المقاييس، المصور الذي احتك بالرموز التاريخية في الرياضة المغربية ، يعتبر من أوائل المصورين الرياضيين بالمغرب. المصور الصحفي كنز، يعمل بضمير مهني ، يرفض الإنحناء ، إنسان بسيط مازال يعيش في نفس الحي الذي ازداد فيه «بوطويل». يقوم كل صباح ويركب دراجته النارية و يحمل آلة التصوير ويتنقل متجولا بين الملاعب الرياضية، وبين مقرات الجرائد الوطنية، منها جريدة «المحرر» و»الهدف الرياضي» و»الاتحاد الاشتراكي» و»الأنباء» و»لوماتان» و»الصحراء المغربية» ... كان ديناميكيا داخل الملاعب، يلتقط الصور بأحاسيسه وبتقنياته الخاصة. أحمد كنز إسم على مسمى فهو كنز من الذاكرة الرياضية البيضاوية، و أعرق الوجوه في مهنة التصوير الرياضي. الصحافي المصور الكبير أحمد بن أحمد كنز، ابن أولاد حدو بمدينة الدارالبيضاء ، مزداد بدرب بنحمان بوطويل بالمدينة العتيقة سنة 1937، درس بمدرسة «القبة» التي كانت تسمى «لفيغم بلونش» و سميت فيما بعد بمدرسة مولاي يوسف، التحق منذ صغره بفريق لكرة القدم سمي بمولودية بوطويل كان الشهيد محمد الزرقطوني من بين مؤسسيها سنة 1948، وهي خطة لانشاء فرق الأحياء. لم يستمر كنز في الدراسة طويلا. وبدأ يتعاطى لإصلاح آلات التصوير الفوتوغرافي في محل أحد الفرنسيين، قبل أن يتحول إلى مصور صحافي ابتداء من سنة 1957 من القرن الماضي، بدأ يمارس التصوير الرياضي مع جريدة «بتي ماروكان» و «لافيجي ماروكان» ، ثم «لبريس دي ماروك» عن طريق المعمر الفرنسي المصور «فيكا» الذي كان يتعامل مع هذه الصحف، حيث كان للمصور «فيكا» محل التصوير بشارع محمد الخامس. و عن طريق هذا المصور اكتسب كنز مهنة فن التصوير ، ثم أن الصحفي الرياضي «دانييل بلار» الذي كان يشتغل بجريدة «بتي ماروكان» هو من شجعه واكتشف موهبته، ونشر له أول صورة بجريدة «بتي ماروكان». كما أن أول صورة التقطها كنز كانت لفريق الوداد البيضاوي. و مع مطلع سنة 1975 بدأ كنز، يتعامل مع جريدة «المحرر» التي ستمنع من الصدور بصفة نهائية سنة 1981، كان كنز مصورا متعاونا، يمد الصور للقسم الرياضي بهذه الصحيفة والتي يسهر على التقاطها في بملاعب الدار البيضاء. وكان يلبي طلبات هيئة التحرير بالصحيفة المذكورة عندما تطلب منه تغطية بعض التظاهرات الحزبية أو النقابية وغيرها من المناسبات الرياضية الأخرى لقد أعطى كنز الكثير للصحافة الاتحادية وعلى الخصوص للصفحة الرياضية والملحق الرياضي خلال السبعينات والثمانينات. كنز ذاكرة رياضية بامتياز، كان مولعا بالتقاط الصور الجميلة للأبطال الذين حملوا راية المغرب ، كان قد تعرض لاعتقال مرات عديدة من بينها حين كان يصور احتجاجا لرجال التعليم. وقبل إطلاق سراحه يسحب منه فيلم التصوير. كان لا يغيب عن التظاهرات الرياضية والفنية إلى أن أوقفه المرض، فأصبح طريح الفراش ، لا يستطيع حمل آلته التصويرية والركوب على دراجته النارية كعادته، باستثناء زيارته بين الفينة والأخرى لمحل الإستيديو، ليعيش ذكرياته بين الجدران المليئة بالصورالتاريخية التي أخذتها عدسته. وبهذه المناسبة نتمى الشفاء لقيدوم المصورين الرياضيين سي أحمد كنز .