تميزت ليلة الختم، بمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، بحضور مكثف للمصلين من أصحاب السيارات، تسبب في عرقلة السير في الفضاء المحيط بالمسجد..إذ مباشرة بعد انتهاء صلاة التراويح، حوالي الحادية عشرة إلا ربع، بدأ المصلون يهرولون نحو سياراتهم، لكن كثرة وسائل النقل، بما فيها الدراجات النارية والعادية، والعدد الهائل للراجلين، حال دون خروج السيارات بالسلاسة المطلوبة. ورغم أن حوالي 800 شرطي جرى تجنيدهم لتنظيم عملية المرور، إلا أن ذلك لم يمنع من حدوث بعض الفوضى، بسبب تسابق السائقين لمغادرة محيط المسجد، وبسبب إغلاق الموقف الرئيسي للسيارات، التابع للمسجد، الذي لم يجهز بعد، ويجري استغلاله فقط من طرف رجال الأمن. عبد الحق سنبل، مسؤول بمسجد الحسن الثاني، قال إنه جرى اتخاذ إجراءات استثنائية للسيطرة على الوضع، إذ بلغ عدد العمال داخل المسجد 200 عامل، مهمتهم الأولى هي الحرص على أن تمر صلاة التراويح في ظروف عادية. مضيفا أنه في ليلة الختم وليلة القدر تتخذ احتياطات أكبر من حيث النظام والتجهيزات والأمن والسهر على سلامة المصلين. عبد اللطيف، حارس للسيارات بالقرب من المسجد، قال إن عدد السيارات يصل إلي ما بين 1500 و2000 سيارة كل ليلة، ويجري تقسيم كل مكان أو درب إلى عدة أجزاء، نظرا لكثرة حراس السيارات "المزيفين" و"المتطفلين على المهنة"، حسب وصفه، مذكرا أن تسعيرة حراسة السيارات تتراوح ما بين 3 و5 دراهم، وأن مدخوله لليلة واحدة لا يقل عن 80 درهما فما فوق. أحمد طه (27 سنة)، يقطن بدرب التازي، المقابل للمسجد، قال إن عدد السيارات التي "تحتل" أزقة وشوارع الأحياء المحيطة بالمسجد قد تعوع حركة سيارات الإسعاف في حال حدوث طارئ داخل هذه الدروب الضيقة. من جهة أخرى، قالت مواطنة تقطن بدرب التازي، إن كثرة السيارات والدراجات النارية تسبب من خلال محركاتها والاستعمال المفرط لمنبهات الصوت، في بعض الإزعاج للمرضى والمسنين، الذين يحتاجون إلى الراحة والهدوء. ولوحظ ، خلال ليلة ختم القرآن، خصاص في الحواجز الفولاذية، التي تفرق بين الرجال والنساء، بسبب بعض الفوضى، التي عمت المكان، ما أدى إلى الاختلاط في أماكن متعددة، كما أن بعض مكبرات الصوت لم تستخدم، وقال شهود عيان إن بعضها كان معطلا. للإشارة فإن مسجد الحسن الثاني، الذي دشن سنة 1993، لقي اهتماما كبيرا في الخمس سنوات الأخيرة، من طرف المصلين، مقارنة مع السنوات السابقة، وذلك بفضل الإمام الشاب عمر القزابري، الذي يتهافت الناس على سماع قراءته وعذوبة صوته.