تعد (رمضانيات الرحامنة)، التي تنظمها مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، من 25 غشت إلى ثامن شتنبر الجاري، تظاهرة شعبية "ناجحة بكل المقاييس، إذ حققت الدور التواصلي المنوط بها، باعتماد أسلوب القرب في التعامل مع الفئات الاجتماعية المستهدفة" بهذه الليالي الرمضانية الكريمة، حسب مصادر المؤسسة. وشكلت لقاءات الإفطار الجماعي، التي شملت نزلاء إصلاحية ابن جرير، واليتامى، والأرامل، والمعوزين، والأطفال في وضعية صعبة، والعجزة، وعمال الأوراش، حلقات للتحاور مع هذه الفئات عبر الإنصات إلى انشغالاتهم وقضاياهم، بهدف متابعتها وإيجاد الحلول الملائمة لها في الأمد القريب. وأوضح طارق العلام، عضو المجلس الإداري لمؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الأخيرة تدشن بذلك "الانتقال من مرحلة الرصد والتشخيص إلى مرحلة الفعل في محيطها، من خلال بلورة سياسة تواصلية ذكية تطلبت إشراك كل الفعاليات المحلية من سلطات ومنتخبين وخواص ومجتمع مدني". وأبرز أن هذه السياسة لم تأت من فراغ، بل جاءت ثمرة عمل مضني مع مجموعات من الخبراء والمختصين في مجالات متعددة، لوضع برنامج أخذ بعين الاعتبار قدسية هذا الشهر الفضيل وتجلياتها الدينية في طقوس وعادات مجتمعنا، إضافة إلى حضور الجانب الروحي والاجتماعي والثقافي والتربوي والرياضي، لتكون التظاهرة في نهاية المطاف باقة من الفقرات المتنوعة لليالي رمضانية هادفة وممتعة. وتندرج في هذا السياق "ليالي المديح والسماع"، التي نظمت على مرحلتين، الأولى من 26 إلى 28 غشت، والثانية من 2 إلى 4 شتنبر وجمعت مجموعات سعد التمسماني من طنجة، والمجموعة النسوية الجعيدات من منطقة الرحامنة، وأرحوم من شفشاون، لتأتي بعدها المجموعة الجزولية من مراكش، و"الكسكاس" من الصحراء، ومجموعة الذاكرين للتهامي الحراق. وفي المجال التربوي، تميزت التظاهرة بإقامة مخيم رمضاني للأطفال، اعتبر الأول من نوعه على صعيد جهة مراكش تانسيفت الحوز، لكونه جمع 300 طفل من النجباء والمتفوقين (مابين 8 و12 سنة)، في منتزه مولاي الحسن بإبن جرير، استفادوا من برنامج وضعه خبراء في مجال التربية، من ورشات في فنون الموسيقى والرسم والمسرح والتربية الطرقية والأعمال اليدوية والسباحة وفنون الحرب والألعاب الترفيهية. وتضمن البرنامج فقرة اجتماعية مهمة تحمل عنوان "مائدة الرحمان"، وتمثلت في توزيع (قفة رمضانية) تحتوي على مواد غذائية لفائدة 6400 من الأسر المعوزة بالوسط القروي، في إطار برنامج مؤسسة محمد الخامس للتضامن. كما خصص المكتب الشريف للفوسفاط أزيد من 1000 قفة مماثلة بمدينة ابن جرير، إضافة إلى 1500 قفة أخرى من طرف مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة. وفي المجال الرياضي، مازال دوري كرة القدم لفرق الأحياء بمدينة ابن جرير مستمرا إلى غاية 8 شتنبر بمشاركة 32 فريقا، وساهمت هذه التظاهرة بحق في تنشيط الساحة الرياضية بالمدينة، فضلا عن كونها حسب المنظمين ستساهم في رصد بعض المواهب الكروية الشابة، التي تترعرع عادة داخل فرق الأحياء، والتي من شأنها تطعيم الأندية المحلية للنهوض بكرة القدم بالمنطقة.