دشنت مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، مساء أمس الخميس، رمضانياتها لسنة 1431 بتنظيم حفل شعبي بهيج من برنامج ليالي السماع والمديح، أحيته المجموعة الطنجاوية لسعد التمسماني التي أتحفت الجمهور بمستعملات صوفية اشتملت على صنائع من درج طبع الاستهلال في مدح الرسول الكريم وتعداد فضائل هذا الشهر الفضيل. وأشرف السيد فريد شوراق عامل إقليم الرحامنة، رفقة السيد حميد نرجس رئيس مجلس جهة مراكش-تانسيفت-الحوز والمنتخبين وعدد من أعضاء مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة وشخصيات أخرى، على انطلاق فعاليات هذا الملتقى الروحاني التواصلي، الذي يستمر على مدى أسبوع كامل، ويشتمل برنامجه على فقرات متعددة الجوانب، يمتزج فيها الطابع الديني والاجتماعي بالعمل الثقافي والرياضي، خدمة لأهداف التنمية المستدامة. فبعد صلاة العشاء والتراويح، بدأت فعاليات هذا الحفل الرمضاني في الهواء الطلق بإحدى الساحات العمومية وسط مدينة ابن جرير، وتتبعه جمهور غفير من ساكنة إقليم الرحامنة، الذي استمتع بنفحات صوفية عطرة في مدح خير البرية في أول أمسية من ليالي المديح والسماع من رمضانيات إقليم الرحامنة، التي تستمر إلى رابع شتنبر المقبل. وقبل ذلك، نظمت مؤسسة الرحامنة حفل إفطار جماعي بإصلاحية مدينة ابن جرير لفائدة نزلاء هذه المؤسسة الاجتماعية، بهدف الانفتاح على هذه الفئة الاجتماعية والاهتمام بها، خاصة في أجواء رمضان التي تحث على نشر قيم التسامح والتكافل والتضامن بين كل فئات المجتمع. وفي هذا السياق، أكد السيد طارق العلام عضو المجلس الإداري لمؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الملتقى التواصلي لم يأت من أجل الفرجة فحسب، بل حددت له أهداف نبيلة متعددة تصب كلها في مجال التنمية المستدامة، وذلك عبر تسطير برنامج عملي يعتمد سياسة القرب في معالجة بعض القضايا التربوية والاجتماعية التي تهم شرائح متعددة من المجتمع بدء من نزلاء الإصلاحية ومرورا بالأطفال واليتامى والمحتاجين وانتهاء بفئات أخرى معنية بقطاعات الشباب والرياضة والثقافة وغيرها. وأضاف أن المؤسسة حرصت على أن تكون لقاءاتها، ضمن هذا الملتقى، سواء تعلق الأمر بحفلات الإفطار الجماعي أو توزيع بعض الإعانات على اليتامى والأرامل والمعوزين، بحضور بعض المسؤولين المحليين، قصد خلق حوار تواصلي من شأنه أن يساعد على إيجاد الحلول للمشاكل التي قد تطرح خلال هذه اللقاءات الهادفة. وأشار إلى أنه تم تخصيص إعانات تضم مجموعة من المواد الغذائية لفائدة 1500 من الفقراء والمحتاجين من مختلف أنحاء الإقليم، ستضاف إلى ستة آلاف شخص استفادوا مؤخرا من مساعدات مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فضلا عن تنظيم دوري في كرة القدم لأزيد من 30 من فرق الأحياء، ومخيم رمضاني لفائدة مئات من الأطفال مع استفادتهم من ورشات تربوية في ميادين الموسيقى والأعمال اليدوية والرسم والمسرح والسباحة وغيرها من الرياضات. ولاحظ السيد العلام أن رمضانيات إقليم الرحامنة لهذه السنة تحاول أن تتميز بالمزج المتناسق بين "المادة والروح"، عبر توفير الغذاء الروحي من خلال حلقات المديح والسماع في أجواء رمضانية فضيلة، ومن خلال التعبير العملي عن روح التضامن والتآزر بين مختلف فئات المجتمع، وذلك بفضل انخراط مجموعة من شركاء مؤسسة الرحامنة، ومن بينهم، على الخصوص، عمالة الإقليم والمجالس المنتخبة والخواص وبعض فعاليات المجتمع المدني. ويتضمن برنامج رمضانيات إقليم الرحامنة فقرات من ليالي المديح والسماع تستمر على مدى ستة أيام، وحفلات إفطار جماعية مع الأرامل والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة، ومخيما رمضانيا بمنتزه مولاي الحسن بابن جرير، ودوريا لكرة القدم بمشاركة 32 من فرق الأحياء.