رصدت ثماني حالات نفوق وسط الخيول، و19 حالة سريرية معزولة لمرض يبدو أنه غير معد، يسمى "حمى غرب النيل"، في 16 ضيعة فلاحية في العديد من الجماعات القروية، التابعة لإقليمي بنسليمان والمحمدية، أوائل غشت الجاري..ويتعلق الأمر بجماعات أولاد يحيى لوطا، والزيادية، والفضالات، وعين تيزغا، والجماعة الحضرية لبنسليمان، والجماعة القروية لبني يخلف. وأكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن ثمانية خيول نفقت جراء هذا المرض، بعد أن اكتشفت المصالح البيطرية، التابعة لهذا المكتب، حالات عدة، في إطار النظام الوطني لمراقبة الحالة الصحية للقطيع الوطني ضد الأمراض الحيوانية. وقال جواد برادة، مدير المصالح البيطرية التابعة للمكتب، إن مرض "حمى غرب النيل" عاود الظهور في المغرب، في الأسابيع الأخيرة، بعد ظهوره سنتي 1996 و2003. وسجلت، حسب برادة، حالات في إقليمي بنسليمان والمحمدية، إذ بلغ عدد الإصابات، إلى حدود أمس الأربعاء، 19 حالة سريرية معزولة، وثماني حالات نفوق. وأوضح المسؤول الصحي أن المرض عبارة عن التهاب فيروسي، ينتقل عن طريق لسعات البعوض، وتعد الطيور المهاجرة خزانا للفيروس، إذ يتغذى البعوض من هذه الطيور، ثم تنقله إلى الخيول، التي يمكن أن تصاب بالمرض. وأشار مدير المصالح البيطرية إلى أنه تأكد أن المرض غير معد، ولا ينتقل مباشرة من حيوانات إلى حيوانات أخرى. وأضاف أنه، فور إشعار المصالح البيطرية انتقلت فرق للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلى عين المكان، وباشرت عمليات بحث مكثفة لأخذ العينات، وأجريت أبحاث وبائية وتشريحية سريرية معمقة، موضحا أن التحليلات المخبرية، التي أجريت سواء بالمختبرات البيطرية الوطنية أو بالمختبر المرجعي العالمي، الموجود في إيطاليا، أكدت إصابة الخيول المريضة ب "حمى غرب النيل". وبعد التأكيد المخبري صرح المكتب بهذا المرض لمنظمة الصحة الحيوانية العالمية، حسب التزامات المكتب معها. وأضاف برادة أنه منذ الاشتباه بالمرض، قامت المصالح البيطرية بإجراءات وقائية، تتعلق بالمراقبة البيطرية المستمرة وتتبع الحالة الصحية للخيول عن قرب بالضيعات، التي زارتها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وجرى تحسيس وإرشاد مربي الخيول في المنطقة بضرورة إبقاء خيولهم داخل إسطبلاتهم، خاصة في أول الصباح وعند الشروق، بهدف تفادي تعرضها للسعات الحشرات الناقلة للمرض، إضافة إلى رش المبيدات ضد الحشرات بالضيعات المتضررة من المرض، وداخل الإسطبلات، على مجموع التراب الوطني. وتعززت المراقبة الوبائية للمرض بالأقاليم المتضررة، وبالمناطق المعرضة لخطر ظهور هذا المرض، خاصة التي توجد بها الشروط المناخية الملائمة لانتشار وتكاثر الحشرات الناقلة للمرض، وجرى، أيضا، إشعار القطاعات الوزارية المعنية الأخرى بهذا المرض، وبادر قطاع الفلاحة إلى اتخاذ إجراءات من أجل تشكيل لجنة تعهد لها بتتبع وتقييم الوضع الصحي الوطني بخصوص هذا المرض. وأبرز برادة، أن وضعية الخيول المصابة مستقرة، في الوقت الراهن.